سلام خياطأعرفهم وانكرهم، أهلي وجيراني وصحبي، شاب شبابهم قبل الأوان، ورسم الرهق والهلع والضنك خطوطا عميقة على سحنات ما تبقى من الشيوخ.لماذا يبدو العراقي متجهم السحنة ، مكفهر الملامح؟ هلع مما مضى، قلق مما سيأتي ؟ لماذا الشباب – على وجه الخصوص – عيونهم زائغة ، خطواتهم متعثرة، منطقهم بائس، معلوماتهم العامة ضحلة ، ردود أفعالهم انفعالية، مستقبلهم ضبابي وحاضرهم نفثة من دخان!!!
الدكتور علي نعمة الذي لم اره بل سمعت عنه بأنه يداري الهموم بالابتسامة، ويحل المشاكل بتدارك أسبابها ، يبعث لي بين الحين والحين – على بريدي - مواضيع تستحق الإشادة ، بالنشر والتعميم، لما فيها من لمحات تداري المأساة بالكوميديا، … الأسئلة ما تني تتوارد على الذهن: ما بال العراقيين متجهمو السحنات كأن على روؤسهم أعشاشا لطير أبابيل؟؟ الجواب وارد: كأن العراقي والحزن توأم ، يرضع العراقي الهموم مع حليب الأم ، حتى وهي تهدهده أو تناغيه ، ويشب، ويشيب على وقع ذاك الهم الدفين المداف بالشك وسوء الظن….* إذا إبتسم الشاب لغريب ، يسأله مستريبا متجهما: أأعرفك؟؟ أتعرفني ؟؟* إذا ابتسم لأخيه الكبير ، بادره : ها شكو شتريد ؟ *إذا تبسم بوجه أبيه ، خزره بعينين غاضبتين: ها … تريد فلوس ؟*إذا ابتسم لأمه ، ولولت : ها ولك ، شسويت ؟* إذا اتسعت ابتسامته أثناء الدرس ، زجره المعلم وأشار بإصبعه مهددا : إطلع برة سأزيد على ابتسامات الدكتور نعمة بابتسامات أخر : * لو بادر أحدنا وابتسم بوجه خصم . قيل : يا لها من ابتسامة صفراء لا يجيدها إلا ثعلب مكار* لو جازف أحدنا بالإبتسام في حضرة المدير ، لقالوا: ياله من أفاك ، مراوغ ، منافق ! *لو اقترف رجل الابتسامة بوجه زوجته ، للعب في عبها الفار ، لا بد أنه يخفي شيئا ويداريه بابتسامة . *أما إذا ابتسم الشاب بوجه فتاة ، فهناك احتمالات كثيرة ، إما ان، تقول عنه إنه سفيه ومخبل ، أو تعنفه وقد تبصق بوجهه ، أو تشكوه للأب او الأخ ليجرجره لأمن الدولة بتهمة التحرش…فيا سادتي ، وسيداتي ، الناس في دول العالم يضحكون ملء أشداقهم ولو على نكتة سمجة، وأبناء بلدي محرم عليهم الضحك ، مشبوهة حتى ابتساماتهم…. فيا لهفي.
السطور الأخيرة: الفاكهة المحرمة

نشر في: 16 مارس, 2012: 08:30 م