وزارة الهاشمي الثانية شهدت فترة الثلاثينيات من القرن الماضي بعد رحيل الملك فيصل الاول عام 1933 ، اضطرابات سياسية وتطورات غير مسبوقة ، تمثلت باستغلال السياسيين العشائر العراقية في لعبة السياسة التي كانت تقوم على هدف رئيس هو الوصول الى رئاسة الوزراء ففي اقل من سنتين سقطت وفق ذلك اربع وزارات ، بعد عجزها عن مواجهة حركات عشائرية مسلحة ، لاسيما في منطقة الفرات اوسط ، بتحريض الساسة المتصارعين في بغداد ، وموقف ضعيف للملك الشاب غازي !
الف جميل المدفعي وزارته وفق هذ المشهد في الرابع من اذار 1935 ، ولم تكن مقبولة من سياسيين آخرين ، ومعهم عدد من رؤساء العشائر القوية ، فلم تستمر تلك الوزارة سوى اسبوعين فحسب . وفي مثل هذا اليوم من عام 1935 شكل ياسين الهاشمي اقوى الشخصيات السياسية واكثرها دهاء وزارة جديدة ، للمرة الثانية في تاريخه السياسي . ضمت شخصيات سياسية كبيرة ، استطاعت ان تواجه خصومها بكل حزم وقوة ، ولم تقدم استقالتها الا بانقلاب عسكري اعده خصوم الهاشمي بالتحالف مع الجيش .كانت الفترة التي شهدت وزارة الهاشمي الثانية اطول الفترات واكثرها اثارة ، فقد كانت شخصية الهاشمي القوية وحنكته من اسباب ذلك ، حتى ان الملك غازي لم يسلم من هذه القوة ، حتى وصل خصومه الى الحل العسكري ، فتحالفوا مع اقوى قادة الجيش يومذاك الفريق بكر صدقي وغيره ، وفي يوم 29 تشرين الاول 1936 اعلن عن انقلاب عسكري اسقط وزارة الهاشمي ، وتاليف وزارة جديدة برئاسة حكمت سليمان خصمه اللدود ومن بعض اعضاء جماعة الاهالي ، وكان ذلك فاتحة الانقلابات العسكرية في العلم العربي ، الا ان الايام لم تطل بعهد الانقلاب ، ففي اب 1937 لقي بكر صدقي مصرعه اغتيالا وسقطت وزارة سليمان بعد ايام قليلة .رفعة عبد الرزاق محمد
حدث في مثل هذا اليوم
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 16 مارس, 2012: 10:15 م