هاشم العقابي يفترض بمنظمات المجتمع ان تضع مصلحة المجتمع والإنسان في أولويات تعاملها. فهي مهما تعددت أسماؤها وطرق تعاملها، يبقى هناك هدف واحد يجمعها، وهو الدفاع عن حقوق الإنسان والمجتمع. والعاملون في هذه المنظمات غالبا ما يطلق عليهم اسم "الناشطين" أو "الناشطات".
ولأننا بلد العجائب والغرائب، قد تجد فينا مثلا، ناشطة في مجال حقوق المرأة تنادي بعدم المساواة بين الجنسين. او نجد ناشطا في مجال الدولة المدنية يدعو الى بناء نظام تربوي وفق أسس طائفية او دينية. ناسيا او متناسيا بان الدين لا يضمن احترامه مثلما يضمنه تحت ظل دولة مدنية لا تفرق بين هذا وذاك من الناس وفقا لعقيدته او أفكاره.وآخر العجائب، جاء من ناشطة عراقية في مجال الحريات، يفترض انها تستقتل من اجل الحرية، تؤيد الحكومة في سعيها الدؤوب لفرض الرقابة على الحريات . فلقد نقل عن الناشطة فائزة بابا خان بانها، في لقاء اذاعي، صرحت بضرورة فرض الرقابة على شبكة الانترنت في العراق. ورغم اعترافها بان الرقابة على الانترنت اعتداء على حقوق الانسان، لكنها أفتت، حفظها الله ورعاها، بان ذلك يتعارض مع حقوق الغير. والسبب "الشرعي"، حسب فتواها، هو ان النت قد تضر بالعائلة وبالمجتمع ككل. خوش حجة.لا اريد هنا ان اناقش ضعف حجتها. ولا اطالبها بتوضيح من هو "الغير". لكني اريد ان اذكرها بان الحرية لا تتجزأ خاصة الشخصية. ونحن مع من يقول بان ممارسة الحرية يجب ان لا تكون على حساب حرية الغير. لكن ذلك لا يعني انني عندما اكون لوحدي وفي بيتي ان لا ادخن مثلا، وانا ببغداد، من اجل مواطن قد يضره التدخين وهو بالبصرة. نعم كان لكلامك وجهة حق لو ان هناك من يدخل على جاره ويفرض عليه ان يتصفح هذا الموقع وان لا يتصفح ذاك. مثل من يحاسب جاره على الصلاة او الحجاب وهو امر بين الانسان وربه. (لا اكراه في الدين).يا سيدتي المبجلة، مهمتك ان تطالبي بتوعية الناس بكيفية استخدام شبكة الانترنت ذات الفوائد العظيمة والهائلة، بشكل سليم. وليس دورك ان تمنحي الحكومة، التي هي من غير هاي وهاي تجتهد صباحا ومساء في قمع حرياتنا، عذرا فوق تخصصها المميز باختلاق الأعذار لخنق الحريات. أذكرك بواحدة من حجج حكومتنا، التي لا تعد واظنك اول من يتذكرها وآخر من ينساها على اساس انك ناشطة مدنية وحقوقية ايضا. اتذكرين كيف انها بررت قمع المتظاهرين بجيش من اصحاب اهل "التواثي" و "العكل" بحجة الخوف على المحتجين من الإرهابيين!مرة اخرى اجد نفسي مرغما على التذكير بقول اهل العمارة لمن يأتي بعذر مضحك: "عذرك مثل عذر ملّوح". وان كنت، من قبل، قد لمحت لاسم "ملّوح" وقصته تلميحا خفيفا. هوّه احنه ناقصين يختي؟
سلاما ياعراق :هوّه احنا ناقصين
نشر في: 16 مارس, 2012: 10:22 م