TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > من داخل العراق :"مئة هورن" بالدقيقة

من داخل العراق :"مئة هورن" بالدقيقة

نشر في: 17 مارس, 2012: 07:51 م

 وائل نعمة تشتكي احدى الزميلات في "المدى " في كل صباح من سلوك سائق "التاكسي"، الذي يقلها كل يوم من البيت إلى المؤسسة ، وتقول "انه يعزف على منبه السيارة كل دقيقة حتى وإن كان واقفاً على جانب الطريق". كنت قد رأيت في أوروبا سيارات تحمل إشارات مختلفة على الجانب الأيمن من زجاج العجلة الأمامي ،
 واستغربت حينها حتى أجابني احد مواطني تلك الدولة بان إحدى الإشارات تعني أن السائق تحت التدريب ، وأخرى بأنه مخول بالسير على سرعة لا تتعدي الـ60 كيلو مترا في الساعة ، والأخيرة بان السائق يسمح له القيادة في خارج المدينة، وكل إشارة يكون الفارق الزمني بينها من 6 أشهر إلى سنة، حتى ينتقل الى التخويل الذي يليه في قيادة العجلة. العلامات المتنوعة دليل حرص على سلامة السائق والمارة، ومن ضمن قواعد السلامة منع استخدام المنبه لاسيما قرب المدارس والمؤسسات الطبية. الشوارع هناك منظمة وقليلة الزحام ، وإشارات المرور تعمل باستمرار، لان الكهرباء لا تنقطع كما يحدث لدينا في العراق ولا يعتمدون على خلايا شمسية لخزن الطاقة، التي غالبا ما تكون عاطلة وهذا ما يتذرع به سائقونا لإطلاق منبه السيارة للفت انتباه السائقين الآخرين.في العراق ومع اختناق الشوارع بالسيارات أصبح "الهورن " وسيلة متعددة الأغراض ، البعض يستخدمه لإزعاج رجل كبير السن، يخشى أن يقود سيارته بشكل جنوني وسط فوضى الزحام ، والبعض الآخر يتخذه لهواً يقسم على نغماته مع صوت الموسيقى القادمة من مسجل السيارة، وفريق آخر يعتبره وسيلة للتحرش بالفتيات . الغريب في الموضوع تصرفات شرطة المرور، التي تبحث عن حزام الأمان وتشدد وتفرض غرامة 15 ألف دينار على السائقين الذين يرفضون ارتداءه في شوارع لا يمكنك في أحسن الأحوال أن تسبق فيها سرعة دراجة هوائية بسبب الزحامات والسيطرات ، في حين تتغاضى عن سلوك الكثير من أصحاب السيارات ولاسيما "الكيات " في  إطلاق "الهورن" ، وعلى الرغم من تأكيد مديرية المرور العامة بأنها اتخذت قراراً بمحاسبة كل من يقوم بالاستخدام غير المبرر للمنبه بالقرب من المراكز الامتحانية أو المستشفيات والمناطق السكنية، لكننا لم نر أي محاسبة حتى الآن! واعترفت المديرية بان هذا القرار جاء على خلفية رصد العديد من الحالات التي يتم فيها استخدام غير مبرر للمنبهات الصوتية، خصوصاً بالقرب من المستشفيات، ما جعل الدائرة تفعل قانون المرور الخاص بمنع استخدام المنبهات ،داعية مفارز ودوريات المرور إلى متابعة أي خرق بهذا الصدد ومحاسبة المخالفين. لا يتوارى أصحاب الكيات والأجرة عن ضرب منبه السيارة كل دقيقة سواء كان أمام منزله في المنطقة السكنية ، أو يقف بالقرب من مستشفى أو مدرسة، وإن حالفك الحظ وجلست في مقدمة سيارة الكيا قرب السائق انتبه إلى يده، واحسب من ( الواحد إلى العشرة ) وهو خلال هذه المدة سيكون قد أطلق الهورن مرة أو اثنتين ، لاسيما حينما يدخل في نفق، فيكون الصوت مضخماً بسبب ظاهرة الصدى، لذلك لن يرفع يده عن الهورن حتى ينتهي النفق.والجدير بالذكر أن بعض السيارات الصغيرة الحجم مثل "السايبا " التي عادة ما يقودها مراهقون وشباب صغار اقل من السن القانونية لإصدار إجازة قيادة (التي لا نعرف أين وصل بها الأمر في أروقة مديرية المرور) ، يضعون منبهات ضخمة لا تتناسب مع حجم السيارة ويدعى الهورن باسم "بووش" وهو يعمل على ضغط الهواء ويطلق صوتا قويا ،وسعره يتعدى المئة ألف دينار، فضلا عن استخدام البعض لمنبهات تشبه صوت الحيوانات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram