بغداد / المدىأقامت مؤسسة (المدى) للإعلام والثقافة والفنون، طاولة مستديرة عن (الإيمو أسباب الظاهرة والموقف منها)، تحدث خلالها عدد من الباحثين الاجتماعيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان، وضباط من وزارة الداخلية.
قدم للجلسة الزميل أحمد عبد الحسين متحدثا عن الإيمو وما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة عنها والأنباء عن عمليات القتل أو الاعتداءات التي تعرض لها شباب الإيمو، قائلا: إن "الحديث عن ظاهرة الإيمو أخذ مساحة واسعة، وبدأت الشائعات عن هذه الظاهرة تكبر يوما بعد آخر".وأضاف "بعض وسائل الإعلام ضخمت الأمر حتى سمعنا إحداها تعلن أن نحو 100 شاب من الإيمو تم قتلهم في يوم واحد"، مبينا "نحن في جريدة المدى لسنا مع هذا التضخيم، بل اننا نطرح الحالة على هذه الطاولة المستديرة لنستمع الى وجهات النظر من الأشخاص المعنيين سواء كانوا باحثين اجتماعيين أم ضباطا في وزارة الداخلية لنقف على حقيقة الأمر". ليتحدث من بعده معاون مدير العلاقات والإعلام بوزارة الداخلية العميد خالد المحنا، قائلا: "بعض وسائل الإعلام هولت الأمر وتحدثت عن قتل العشرات من شباب الإيمو، أما حالات القتل التي تناولتها بعض وسائل الإعلام على أنها ضد شباب الإيمو فهي غير صحيحة وهي حالات قتل جنائية مسجلة لدى مراكز الشرطة ولا علاقة لها بالإيمو".معاون مدير العلاقات والإعلام أشار إلى أن "هناك العديد من الشائعات التي تترد في الشارع والأوساط الشعبية وليس بالضرورة جميعها صحيحة"، مضيفا أن بعض القنوات الفضائية والصحف تروج للشائعات لأغراض سياسية.من جانبه، قال الدكتور فارس كمال نظمي (متخصص في علم النفس) في ورقته: إن "شباب الإيمو يمارسون حالة من الانتقاد والتمرد على الأوضاع المزرية التي يعيشونها، ويعبرون من خلال الملابس والإكسسوارات وتسريحات الشعر عن امتعاضهم من الأوضاع".وبين أن الإيمو العراقيين "مارسوا الانتقاد الذاتي، لكنهم لم يهجروا عوائلهم ولم يختاروا الانطواء عن المجتمع كما هو معروف عن الإيمو عالميا، بل أن الإيمو العراقيين عبروا عن وجودهم واندماجهم بالمجتمع تعبيرا إبداعيا جماليا وبطرق حضارية". ونفى كمال أن يكون الإيمو العراقيون يمارسون ما يشاع عنهم من عبادة الشيطان أو الشذوذ الجنسي وتعاطي المخدرات، منوها "الإيمو ليست ظاهرة جديدة في العراق، في جميع الأزمنة هناك إيمو لتبرير الفشل الاجتماعي، وسبب ذلك هو الإحباط والشعور بالضياع، لكن الفرق أن شباب كل حقبة زمنية يعبرون عن ذلك بطرق مختلفة تتناسب مع زمنهم". في حين تحدث الباحث علاء حميد المتخصص بالأنثروبولوجيا قائلا: إن معاينة الإيمو في العراق تكشف عن شكل الصراع الدائر بين المجتمع والسلطة بعد العام 2003، لافتا إلى أن بنية المجتمع العراقي تقوم على الوحدة الاجتماعية للجماعة دون الفرد لتمثل الجماعة التضامن الاجتماعي والحاضن الأساسي لتوفير الحاجات الأساسية لأفرادها، على حد تعبيره.وتابع بالقول: إن "من يمارس الضبط الاجتماعي هم الجماعات بهدف أن يكون نمط وسلوك الأفراد متوافقا مع ثقافتها، وهو ما يدفع إلى ممارسة العنف ضد أي ظاهرة مغايرة". فيما كشفت الناشطة المدنية هناء إدوار عن وجود كتب موجهة من وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي إلى المؤسسات التابعة لهما بشأن شباب الإيمو، مبينة أن هذه الكتب تضمنت توجيه إدارات المدارس وعمادات الكليات تطالبهم بمتابعة ومنع الطلاب والطالبات من ارتداء الملابس والإكسسوارات وتسريحات الشعر التي يمتاز بها شباب الإيمو. وذكرت إدور أن وزارات الداخلية والتربية والتعليم العالي تمارس دورا رقابيا على الحريات الشخصية، وكان الأولى بها أن تهتم بتأمين مستوى جيد من التعليم وضبط الأمن وإتاحة فرص العمل للشباب العاطلين عن العمل والخريجين. وجاءت مداخلة الباحث ضياء الشكرجي في السياق نفسه اذ ابتدأ حديثه بالقول: إن وزارة الداخلية وغيرها من الجهات الحكومية بالغت في التركيز على ظاهرة الإيمو، متناسية أمورا وقضايا أخرى أهم. وبين الشكرجي أن شباب الإيمو إنما يمارسون حريتهم الشخصية ولم يهددوا السلم المدني أو الأمن العام، كما أنهم لم يأتوا بما يتنافى والأعراف الاجتماعية.بدوره نبه الدكتور كاظم المقدادي إلى أن اهتمام وزارة الداخلية بشباب الإيمو يدخل في باب التضييق على الحريات الشخصية، لافتا إلى أن التصريحات الصادرة عن الوزارة لم تكن مقنعة على العكس مما تطرحه وسائل الإعلام أو من تناول ظاهرة الإيمو. ووصف الناشط المدني جاسم الحلفي ما يتعرض له الإيمو بالقول: "هكذا فجأة وبدون مقدمات داهمتنا أخبار قتل الشباب وإرهابهم تحت ذريعة الإيمو، وبغض النظر عن حقيقة وجود هذه الظاهرة وحجمها ودقة أعداد الضحايا، أو تحديد اسم الجهة أو الجهات التي ارتكبت جرائم القتل، بغض النظر عن كل ذلك فأن ما يجري يدق ساعة صفر خطيرة وشريرة نجم عنها زرع القلق والخوف بين أوساط الشباب".ونوه الحلفي "يبدو أن هناك من أعاد اكتشاف قوة وإرادة وحماس الشباب ورغبتهم بالإصلاح وتغيير الوضع المت
باحثون وأكاديميون يناقشون الإيمو على طاولة " المدى "

نشر في: 17 مارس, 2012: 09:22 م