TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق : لو سراجين لو بالظلمة

سلاما ياعراق : لو سراجين لو بالظلمة

نشر في: 17 مارس, 2012: 10:11 م

 هاشم العقابيان كان التعامل مع التظاهرات الشعبية من قبل السلطة، في اي دولة، يتخذ احد شكلين: إما القمع او توفير الحماية، فانه بعراق العجائب يتخذ الشكلين معا.ستنطلق يوم الاثنين تظاهرة مليونية بالبصرة دعا لها التيار الصدري. دعوة مشروعة وحق طبيعي كفله الدستور.
 وانا شخصيا لو كنت بالبصرة لشاركت بها رغم اني لست منتميا للتيار. مع هذا ارى ان هناك امرا غير طبيعي رافق الاستعدادات للتظاهرة يثير اكثر من سؤال. الغرابة ليست حول دوافع التظاهرة ، لانها مشروعة وحقيقية، انما هي في طريقة تعامل الحكومة معها مقارنة بالتظاهرات السابقة التي شهدها العراق خاصة تلك التي انطلقت من تحت نصب الحرية في ساحة التحرير. والمقارنة باحتجاجات ساحة التحرير منطقية. فاهدافها كانت مثل اهداف التظاهرة التي ستنطلق يوم الاثنين المقبل. فبحسب دعوة السيد مقتدى الصدر ستكون التظاهرات "سلمية ومجردة من الانتماءات الحزبية أو الطائفية ومكرسة فقط للمطالبة بالحقوق العامة وتحسين الوضع المعيشي للمواطنين". أليست الاهداف ذاتها التي خرج من اجلها المتظاهرون ببغداد في 25 شباط من العام الماضي؟ قطعا اغلبنا يتذكر كيف أن رئيس الوزراء قبل تظاهرات ساحة التحرير قد خرج علنا يطالب بمنعها ويتهمها بانها مسيسة وتقف وراءها اجندات بعثية وتهدف الى اسقاط الحكومة، لكننا اليوم  لم نسمع منه كلمة واحدة ضد التظاهرة المقبلة. الاكثر من هذا هو ان يوم الاثنين قد اعلن عطلة رسمية ليتسنى "للموظفين في مؤسسات ودوائر حكومية المشاركة في التظاهرة الشعبية"! حسب رئيس كتلة الاحرار في مجلس محافظة البصرة. اضف لذلك ان القوات الامنية بالبصرة أعلنت بان مهمتها الاساسية ستكون وضع خطة لحماية المتظاهرين والحفاظ على ارواحهم. اما في تظاهرات شباط من العام الماضي فالكل يتذكر الحواجز الكونكريتية والطائرات السمتية وخراطيم المياه والقرابيج التي اعدت لقمع المتظاهرين.ورغم ان التظاهرة المرتقبة ستكون مليونية، مما يجعلها اكبر عددا من التظاهرات الشعبية الماضية، وانه قد اطلق عليها اسم "يوم المظلوم"، وهو شعار كاف لوحده أن يخجل الحكومة ويدينها، لانه يعني ان مليون مظلوم سيحتج، الا ان الحكومة لم تكلف وزيرا ليأتي بعشائر من كربلاء وحولها لقمعها. فهل يمتلك دولة وزير الدولة الجرأة  والشجاعة" على لملمة العشائر والزحف بها يوم الاثنين الى البصرة ليفعل مثلما فعل بساحة التحرير سابقا"؟ أتحداه ان هو فعل!فرح انا، بما أقدمت عليه محافظة بالبصرة بجعل يوم تظاهرة الاثنين عطلة رسمية، لان هذا لم اسمع ان قامت  به اكثر دول العالم ديمقراطية. لكني اتساءل بحزن: ما الذي ستقدم عليه الحكومة لو ان شباب المتظاهرين ، مثلا، هم الذين دعوا لتظاهرة الاثنين وليس سماحة السيد مقتدى الصدر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram