بغداد/ المدى بعد القبض عليه أحس جميع أفراد عشيرته أن القاتل قد تسرع بقتل شقيقته ... وأحس هو بتفاهة سبب جريمته ... فلم تكن شقيقته تستحق القتل ... ولكن هذا ما حدث ... بعد ساعات من الجريمة سقط القاتل ... اعتقد في البداية انه ثأر لشرف أسرته وبعد ساعات أخرى بدأ يشعر بالندم الذي جاء بعد فوات الأوان !.. البداية المثيرة كانت في الثامنة صباحا ...
استيقظ سكان احد أقضية دهوك على صرخات مدوية ... مصدر الصرخات هو إحدى الدور التي تقع بالمنطقة... شابة في العقد الثاني من عمرها كانت تصرخ ... قتلوا زوجة أخي ... وصل الخبر إلى مركز شرطة الحي ... انتقل ضابط المركز مع مجموعة من المراتب لمكان الحادث ... عثرت الشرطة على جثة فتاة في منتصف العقد الثاني من عمرها ... مصابة بطعنات في جميع أجزاء جسدها ..! وكانت ملقاة في غرفة نومها في دارها المتواضع .. مداخل ومخارج المنزل كانت سليمة... في كلمات بسيطة ومقتضبة أكدت (س) أن المجني عليها اسمها (هـ) هي ابنة خالتها وزوجة شقيقها (ع) ... تم زواجها منذ اقل من شهر... وسافر (ع) خارج دهوك لظروف عمله ... واعتادت (س) كل صباح أن تسأل عن زوجة شقيقها التي تقيم بمفردها ... في هذا اليوم وجدت باب الدار مفتوحة على غير العادة ... دخلت المنزل لتكتشف جثة (هـ) .. لم تتهم (س) احداً في البداية ... بدأت تحريات الشرطة لمعرفة الجاني .. فأخذ رجال الشرطة يسابقون الزمن ... بدأ ضابط التحقيق على الفور بحصر المشتبه فيهم والذين لديهم مصلحة في التخلص من الزوجة (هـ) ... خاصة أن القاتل شخص تعرفه المجني عليها جيدا ... لأنه دخل البيت بشكل طبيعي ولم يسرق شيئا بعد ارتكاب جريمته !... بعد ساعات من جمع المعلومات من الناس القريبين من القتيلة حامت الشبهات حول والد القتيلة وشقيقها (م) .. خاصة أنها تزوجت دون رغبتهما وبمساعدة أمها المنفصلة عن والدها منذ فترة .. الطب العدلي أكد في تقرير التشريح أن الوفاة حدثت ما بين العاشرة والحادية عشرة مساء ... هذه الفترة حركة السيارات تكاد تكون معدومة في الحي السكني في القضاء ... لهذا قرر ضابط التحقيق ... أن يبدأ من النهاية ... وبدلا من القبض على شقيق المجني عليها ومواجهته بجريمتة حصل على صورته وصورة والده وأعطاها لإحدى الدوريات المكلفة بمراقبة الحي السكني ... طلب من رجال الدورية الاستفسار من جميع سائقي الأجرة العاملين في المنطقة ... للتعرف على إذا ما كان احد من أصحاب الصورتين قد شوهد في مساء يوم الجريمة .. بعد عدة ساعات من البحث المتواصل عاد احد أفراد الدورية إلى ضابط التحقيق ومعه معلومات قيمة وشديدة الإثارة ... تفك رموز القضية كلها .. احد السائقين تعرف على الفور على صورة (م) ... أكد أن صاحبها استقل معه السيارة في التاسعة من مساء يوم الجريمة ونزل أمام دار القتيلة !... لم يعد هناك شك أن (م) هو مرتكب الجريمة ... تحرك ضابط التحقيق ومعه مفرزة إلى منطقة سكن (م) للقبض عليه بعد استحصال أمر من قاضي التحقيق بذلك .. وطرق الضابط الباب ... انزعج الأب بشدة حينما شاهد ضابط الشرطة ومعه مجموعة من مراتب المركز .. اخذ يصيح مؤكدا أن ابنه لم يقصد ارتكاب الجريمة !... ألقت المفرزة القبض على (م) في داخل غرفة نومه وعثر فيها على ملابس ملوثة بالدماء وسكين وخنجر عليهما آثار دماء ... وبكل هدوء أكد (م) انه لا ينكر جريمته ولكن شقيقته تستحق القتل !... في مركز شرطة القضاء توالت اعترافات (م) المثيرة .. أكد انه قرر تنفيذ جريمته بعد تفكير دام ساعة واحدة فقط ... وقال لقاضي التحقيق : شقيقتي كانت سبب مشاكلنا منذ سنوات ... دائما كانت تتصرف كما يحلو لها ... لا تستجيب لكلامنا .. كانت متمردة ومتحررة ... تترك المنزل لأسابيع لا نعرف أين تذهب وأين تروح ... ثم نكتشف بعد ذلك أنها عند أمي التي تعيش وحدها في حي آخر بعد طلاقها من والدي ! سببت لنا شقيقتي مشاكل أخرى لأنها كانت تستدين مبالغ من جيرانها وصديقاتها وتمتنع عن رد هذه الديون مما يدفع أصحاب الديون إلى مطالبة أبي وأنا بديون شقيقتي (هـ) فنضطر لدفع هذه المبالغ ... ونكرر طلبنا لها بالعودة إلينا ولكنها كانت ترفض بشدة ... وللأسف كانت والدتي تساعدها على هذا .. كنا نتصور أنها ستقع في مشكلة كبيرة ... وهذا ما حدث بالفعل ! تقدم لنا ابن خالتها بطلب الزواج منها ... ولكننا رفضنا هذا الطلب بسبب الفارق المادي بيننا وبين (ع) الشاب الفقير ... والدي صاحب مخبز ويمتلك أموالا كثيرة ... ولكننا لا نعلم أن (ع) يخطط للزواج من أختي دون موافقتنا ! ذهبت في إحدى المرات لزيارة خالتي ... طلبت مني في هذه الزيارة الموافقة على تزويج شقيقتي من ابنها ... وعدتها أن أفاتح والدي مرة أخرى في هذا الزواج ... بعد أيام التقيت مع (ع) في السوق ابتسم وهو يقدم لي ورقة .. تأملتها وسألته عن مضمونها ... اخبرني أنها عقد زواجه من شقيقتي ... لم اصدق نفسي .. تركته وأنا احدث نفسي ... عدت لوالدي وقصصت عليه ما حدث .. اعتبرنا هذا الزواج فضيحة في العشيرة ... ما حدث في أعراف عشيرتنا فضيحة كبيرة ولا يجب السكوت عليها ... وحلها بالقتل ... وقبل الحادث بيوم فوجئت بزوجها (ع) يتصل بي ويخبرني بأنه سيسافر إلى الموصل لوجود فرصة عمل هناك له وطلب مني العناية بشقيقتي .. شعرت بحديثه انه يستهين بنا .. غلى
من أغرب جرائم الشرف..قتل أخته لأنها تزوجت دون علم الأسرة !
نشر في: 18 مارس, 2012: 07:17 م