محمود النمر أقام ملتقى الحوار الثقافي على قاعة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، جلسة حوارية بعنوان "هموم المطبوع العراقي بين التأليف والتوزيع"، حضرها عدد من المثقفين والناشرين الذين كانت لهم آراء متباينة بخصوص التوزيع والتأليف وتسويق المطبوع وتسليط الضوء الإعلامي للمؤلف والكتاب وحقوق النشر والتأليف .
أدار الجلسة الناقد عباس لطيف الذي تحدث عن هموم المؤلف في نشر مؤلفه والمعاناة التي يواجهها أثناء عملية تقديم الكتاب إلى الجهات أو المؤسسات الثقافية التي تدعمه ، و تحدث أيضا عن إشكالات الطبع والتوزيع والروتين، وأضاف اليوم في هذه الحوارية نتناول مشكلة تقليدية وأزلية في الثقافة العراقية وهل هي ازمة الكتاب، أم أزمة منشور أو مطبوع ثقافي، التي تبدأ من منتج النص ومرورا بالمسوق ومشكلات المتلقي. الروائية إيناس البدران كانت أول المتحدثين عن هموم النشر وذكرت بعض المسببات منها ما يتعلق بالمطبوع العراقي بين التأليف والتوزيع وقالت: هناك لدار الحرية للطباعة والنشر بناية يمكن تحديثها وإعادة تأهيلها كونها من البنايات الحديثة والضخمة ولا هي تتطلب سوى تخصيصات يسيرة لتكون صالحة للعمل وتنصيب مكائن طباعية حديثة، علما أن كادرها ينتسب الى لجنة الإعلام المنحلة في وزارة الثقافة وبالإمكان بقرار من الوزارة إعادة اعمارها وتفعيل كادرها، هذا فضلاً عن أن مطبعة دار الحرية عند تأسيسها كانت اكبر واحدث دار للطباعة والنشر في الشرق الأوسط لكن جميع مكائنها قد فككت وتم الاستيلاء عليها .وأشار د. جمال العتابي مدير عام دائرة الفنون التشكيلية الى ان هناك أزمة نشر، ناهيك عن أزمة طباعة، والكاتب يعاني من مأزق التكاليف التي لا يستطيع مردود الكتاب سد 10% منها ، وربما اقل من ذلك ،وأكد العتابي قائلا : يجب أن تكون هناك منح مجزية لأعضاء اللجنة وتوفير استقلالية القرار لأعضاء اللجنة ، وتنظيم المسابقات الأدبية ،والترويج للكتاب إعلامياً .وقال الإعلامي مازن لطيف، صاحب دار نشر" ميزوبوتاميا" : إن أسعار طبع الكتب قياسا بالدول العربية الأخرى عالٍ ، ولا يتمتع اغلب الناشرين بمؤهلات ثقافية، ومن هنا غلبت هموم الربح والخسارة .د.حامد الراوي المستشار في وزارة الثقافة أشار إلى قضية تصدير الكتاب العراقي التي عرضت أكثر من مرة في وزارة الثقافة في ما يعرف بنظام "التراخيص"، وكان هناك مقترح في استحداث مديرية عامة باسم "دائرة التراخيص"، ولكن تعرفون الكثير من المقترحات تصطدم بجدار التشريع وهي قضية شائكة وعقبة أساسية في عمل وزارة الثقافة واعتقد أنها عقبة أساسية للكثير من الوزارات العراقية .وأشار الراوي إلى آلية التشريع والروتين في الدوائر المسؤولة في قضية استحداث جزء في الموازنة وبعدها الانتقال إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء ومجلس النواب لإقراره.واشترك في الجلسة الحوارية عدد من المثقفين والناشرين والأدباء ،كان من أبرزهم د.جليل العطية والروائي احمد خلف والشاعر منذر عبد الحر والقاص خضير ميري والشاعر صلاح حسن والأستاذ عبد الوهاب الراوي والإعلامي رزاق إبراهيم.
هموم المطبوعات في ملتقى الحوار الثقافي..أزمة الكتاب بين الطباعة والتسويق
نشر في: 18 مارس, 2012: 07:20 م