بغداد / المدى يهدد غياب القانون وانعدام الوعي لدى العديد من الصيادين في البلد، أنواعا نادرة من الطيور بالانقراض، فضلا عن مخاطره على التنوع الإحيائي في البيئة العراقية. ويعكس بيع هواة طيور وصيادين عراقيين أنواعاً نادرة من الطيور تم اصطيادها بأعداد كبيرة، حجم الكارثة التي تهدد التنوع البيئي من جراء عدم الالتزام بضوابط الصيد الصحيحة، وانعدام الوعي بأهمية الصيد بأوقات محددة، إضافة إلى اتخاذ صيد الطيور مهنة لكل من هب ودب، من دون تصاريح بيئية وصحية.
وينقل موقع "إيلاف" الإلكتروني عن صاحب متجر الطيور علي حمزة قوله: إن الكثير من أنواع الطيور النادرة تدخل السوق، وبعضها يموت. وطيلة عمله في هذه المهنة لم يصادف حمزة جهة صحية تفحص أماكن تواجد الطيور والحيوانات في السوق، كما لم يرى أي جهة ذات علاقة تمنع التعامل مع هذه الأنواع النادرة.الأمراض الانتقاليةوفي سوق باب الطوب وسوق الأربعاء ببغداد، يلمس الزائر لسوق الطيور عدم الاهتمام بالجانب الصحي للمكان والطيور، فالرائحة النتنة تزكم الأنف، وفوضى العرض تزحم المكان، وتجري عملية البيع والشراء واقتناء الطيور بعيدا عن أعين الرقابة الصحية والاقتصادية، مما يهيئ بيئة مناسبة لتفشي الأمراض الانتقالية. ويؤكد هاو اقتناء الطيور سعد راهي أن "من الصعب في بعض الاحيان معرفة مصدر هذه الطيور ومن الممكن أن تكون مهربة من الدول المجاورة"، مضيفا "وفي نفس الوقت فأن هناك الكثير من الطيور النادرة والحيوانات تصدر إلى دول الجوار من دون رخصة". أبو رحيم أحد الزبائن الدائمين لسوق الطيور، وهو يمارس مهنة بيع الطيور منذ زمن، يعرض زوج حمام بسعر 30 ألف دينار، لكنه لا يتذكر أنه في يوم من الأيام عالج طيوره لدى طبيب بيطري أو عرضها على مركز صحي. ويقول: إنه في بعض الأحيان تموت الطيور دفعة واحدة من دون معرفة السبب وراء ذلك.فوضى العرض ومما يعمق فوضى العرض واحتمال انتقال الأمراض بين الحيوانات من جهة وبين الحيوانات والإنسان من جهة أخرى، هو ذلك الخلط في المكان والمحيط وحتى الغذاء بين الطيور والحيوانات وحتى القوارض والحشرات، من دون الاهتمام بخصوصية كل طير أو حيوان. فإلى جانب عصافير الزينة يعرض أبو سمية زوجين من الكلاب، وفي زاوية أخرى من الدكان طيور جارحة، كما تضم خانات عرض أخرى القوارض.ويبين أبو سمية أن مصدر هذه الحيوانات هو البرية العراقية أو أنها مستوردة أو مهربة من الدول المجاورة، مشيرا إلى أنه بسبب التلوث وانعدام الأجواء الصحية تموت الكثير من الحيوانات والطيور.ويؤكد أبو سمية أن بعض الزبائن يجهلون أبسط طرق تربية الحيوانات ولهذا تموت بين أيديهم.أنفلونزا الطيوروفي سوق الطيور في بابل يمكنك أن تجد أنواعا من الكلاب النادرة، وكذلك عصافير الزينة التي تلقى رواجا منقطع النظير، إضافة إلى الصقور، حيث يبلغ الزحام أشده يوم الجمعة وفي أيام العطل.وفي أشد الأزمات الصحية لم يكن ثمة أدنى حذر من قبل الجهات لصحية ومقتني الطيور حول احتمال تفشي مرض أنفلونزا الطيور على سبيل المثال.ويقول أبو حسين الذي يتاجر بالطيور منذ عقدين من الزمن: إن عمليات بيع الطيور لم تتوقف يوما ولم تخضع الطيور والحيوانات للفحوصات الطبية حتى في حالات شيوع أمراض مثل أنفلونزا الطيور. لكن السمة الغالبة التي تشترك فيها أغلب أسواق الطيور والحيوانات هو ضيق الأمكنة وانعدام الرقابة الصحية، وعدم نظافة الأمكنة مما يسهم بإيجاد بيئة ملوثة. ومنذ خمس سنوات امتهن كاظم السعدي تجارة أسماك الزينة، إذ أصبحت له خبرة جيدة في هذا المجال، يقول: إنه يعتمد على الشبكة العنكبوتية في جمع المعلومات لاسيما الصحية منها لمعالجة أسماكه من الأمراض والإصابات المحتملة. ويؤكد السعدي أنه حاول الاتصال بجهات صحية، لكنه اكتشف أن العراق يخلو من هكذا مراكز إضافة إلى ندرة الأخصائيين الصحيين في مجال تربية الأسماك.الصيد بالجملةويعرض حسين ساجت عشرين أرنبا وضعها كلها في قفص كبير، ويؤكد أن هذا العدد جزء من خمسين أرنبا اصطيدت دفعة واحدة، وهو ما يوضح حجم الكارثة التي تهدد الحياة البرية في العراق.كما يعرض أبو كاظم 30 من طيور الدراج اصطيدت أيضا دفعة واحدة.وحتى الصقور لم تسلم من الصيد الجائر والتجارة غير المستوفية للشروط البيئية والصحية، فقد عرض أبو أيمن أربعة صقور يقول إنها من الأنواع النادرة لكنه يجهل مصدرها الحقيقي إذ يعتقد أنها من بادية غرب العراق.والملفت أن تجارة الخنافس السوداء النادرة دخلت إلى السوق، حيث يتم اصطيادها وبيعها.
الصيد الجائر وأسواقه يهدّدان صحة الإنسان والتنوع الإحيائي

نشر في: 18 مارس, 2012: 10:08 م