سامي عبد الحميد أقيم في مدينة الديوانية وبمبادرة من نقابة الفنانين هناك وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح وبرعاية من السيد المحافظ مهرجان مسرحي شاركت فيه مجموعات فنية من محافظات الديوانية والبصرة وذي قار والموصل والانبار وصلاح الدين وميسان. قُدمت تسع مسرحيات وعرض واحد من بغداد وآخر من سوريا. وسميت الدورة الأولى للمهرجان باسم المسرحي الديواني الراحل (رحيم ماجد) كما تم الاحتفاء بالمخرج المسرحي العراقي الشهير (جواد الأسدي) وعقدت ندوات لمناقشة العروض المسرحية ونقدها فنياً .
كان هذا المهرجان تتويجاً لمهرجانات مسرحية أخرى تولتها نقابة الفنانين في الديوانية. وبالتأكيد لولا التشجيع والدعاية التي لاقتها من لدى السيد المحافظ ومن مجلس المحافظة لما استطاعت إدارة النقابة مواصلة مثل هذه المهرجانات . وهنا لا بد أن نؤشر الدلالات التي يفرزها هذا المهرجان الأخير . أول الدلالات هو تصميم وعزم الفنانين المسرحيين في مدينة الديوانية على الاستمرار بنشاطاتهم الفنية رغم ما يواجههم من عراقيل وصعوبات واعتراضات من بعض الفنانات تأكيداً منهم على ان النشاط المسرحي وسيلة من وسائل التحضر وعلامة من علامات الاستقرار ودلالة من دلالات الإبداع وتعبير عن الانفتاح نحو فضاءات فكرية أكثر اتساعاً وأكثر تنوعاً . ثاني الدلالات هي أن المسرح جامع لحقول الثقافة في هذا البلد او ذاك فهو يجمع الشعر والأدب والفن التشكيلي وفنون الموسيقى والعمارة والعلوم الإنسانية وحتى العلوم الصرفة كالفيزياء والكيمياء . ويمكن توظيف الفن المسرحي كوسيلة للتثقيف والتنوير إضافة الى دوره في الترفيه عن جمهوره . ثالث الدلالات هو أن تكرار المهرجانات المسرحية في مختلف محافظات العراق وعدم الاقتصار على العاصمة إنما يوسع رقعة جمهور المسرح ويبلور ذائقته الفنية ويحول هذا الفن الرفيع إذا ما استمر عطاء أصحابه المخلصين الواعين إلى ضرورة حياتية ، كالخبز كما هو الحال في الدول المتقدمة في هذا المضمار. رابع الدلالات هو ان فقرات هذا المهرجان أثبتت بلا أدنى شك نبل الرسالة التي يحملها أصحابه ويحملها المبدعون الذين شاركوا فيه. ولكن الرسالة تركز على رفض كل ما هو سلبي ومعيب في المجتمع واستقبال كل ما هو ايجابي ومتطلع الى واقع افضل من الواقع الذي نحن فيه . نعم ان مهمة المسرح النبيلة هي في نقده للظواهر المرفوضة في المجتمع واستبدالها بأخرى مستحبة وداعية للمحبة والسلام والازدهار والتقدم . خامس الدلالات ، كما نرى ، هو اعتزاز أبناء الديوانية بمثقفيها وفنانيها الذين بذلوا جهوداً مضنية بل ضحوا حتى بحياتهم وبراحتهم في سبيل تقديم ما فيه الخير لمدينتهم وتمثل ذلك في تسمية دورة المهرجان باسم الراحل (رحيم ماجد) ذلك المسرحي الذي لم تقعده عن مواصلة عطائه الفني أي من المعوقات والاحباطات وقد ظل يبذل الجهد المضني ويقدم إبداعه حتى أواخر ساعاته القصيرة للأسف ، لقد جعلت نقابة الفنانين بالديوانية ابنها الفنان المجاهد بين أصدقائه وأقرانه ومحبيه وكأنه حي لم يمت .
محطات :دلالات مهرجان ربيع المسرح الأول
نشر في: 19 مارس, 2012: 07:02 م