يمكن اعتبار الفنانة الراحلة زهور حسين الهرم المكمل للثلاثي الغنائي الريفي في العراق في فترة الاربعينيات والخمسينيات وحتى السبعينيات بعد ان رحلت الفنانة لميعة توفيق ومن قبلها وحيدة خليل.هذه الاسماء الثلاثة ظهرت في فترة واحدة وتنافست على اولوية هذا اللون الجديد الذي دخل في جسد الاغنية العراقية
مضيفا الى المقام العراقي والغناء الريفي وغناء البادية وغناء الاقليات الاخرى لونا جديدا متميزا وما يميز هذه الاصوات ان لكل واحدة طريقة وصوتاً متميزاً تفردت به بعيدا عن التقليد والمحاكاة.فوحيدة خليل بصوتها الدافئ ولميعة توفيق بنبرتها الجهورية وزهور حسين بصوتها الصداح ذي البحة والترانيم المحببة عند المتلقي، وقد تميزت زهور حسين مواليد كربلاء عام 1924 والتي رحلت عن عالمنا منتصف الستينيات بعد ان عاشت حياة صاخبة ملأت الاسماع والافئدة وشغلت العقول. وبعد ان تخرجت في المدرسة الشعبية للغناء وقفت بعد ذلك على المسارح وقد غنت في ملهى الجواهري وملهى حسن صفو وملهى الهلال وملهى الشورجة حتى قدر لها ان تدخل للاذاعة وتقدم حفلاتها الاسبوعية وبعد ان التقى بها الملحن عباس جميل ورضا علي وسعيد العجلاوي ولفيف من شعراء الاغنية امثال جبوري النجار وسبتي طاهر وسيف الدين ولائي ومحمد العطري وغيرهم خرجت من خلال المذياع بأغان جديدة وثوبٍ زاه فغنت:” يم عيون حراكة “ و” خالة شكو “ و” حاجيني يا يمه “ وغيرها... لقد تألقت زهور حسين.. وأبدعت.. بصوتها المطعم بالحيوية.. والممتلئ عذوبة وشجنا.. والذي يمتد على مساحة واسعة في القرار والجواب من خلال اختيارها ألحاناً مشحونة بالطرب وممزوجة بالتراث الريفي والبغدادي الاصيل. لكن يد المنون أختطفت (زهور) وهي في اوج مجدها وقمة عطائها الفني في عام 1964 بحادث انقلاب سيارة في طريق ـ الحلة ـ الديوانية ـ لقد رحلت بسرعة لكنها ما زالت حاضرة في نفوس وذاكرة محبيها.
زهور حسين.. حياة قصيرة مليئة بالاغنيات الجميلة
نشر في: 9 أكتوبر, 2009: 07:19 م