هاشم العقابيمن خلال البحث وجدت ان اغلب من كتب عن "شمهودة" قد أخطأ في قصتها. فهي لم تكن تلطم مع الكبار وتأكل مع الصغار كما جاء في القصص التي كتبت. والدليل أن المثل بحد ذاته يختصر القصة الحقيقية التي تقف وراءه بوضوح لا يقبل التأويل: "مثل لطم شمهودة .. الناس تلطم على صدرها وهيّه تلطم على جلاويها".
وهو في هذا يضرب لمن يؤذي نفسه او يترك الموضوع الأساس ويذهب لغيره. أي مثل الذي "يخوط بصف الاستكان" تقريبا.خطرت ببالي "شمهودة" العمارتلية، وأنا اقرأ رد النائب العمارتلي، أيضا، ياسين المجيد على تصريحات السيد مسعود البارزاني الأخيرة. فبينما كان السيد البارزاني يتحدث عن الحاضر وعن الانجازات التي تحققت للشعب الكردي، بفضل حكومة الإقليم، كان السيد المجيد، برده، يترك الحاضر ويلطم على الماضي. مثل السيدة "شمهودة" بالضبط. صار يذكر بان هناك من استنجد بصدام لضرب إخوته في التسعينيات وتباكى عليهم، وكأنه لا يدري بان الإخوة اليوم يديرون إقليمهم بحكومة تعمها روح شراكة لو تحلت الحكومة المركزية بعشر معشارها لكان العراق بخير. ملكي أكثر من الملك حضرة النائب.البارزاني تحدث عن المنجزات التي قدمها لشعبه. وهذا امر يصعب نكرانه. فأربيل اليوم، مثلا، تشهد ازدهارا تتمناه كل محافظات العراق وتحسدها عليه. فهل قدم السيد المجيد لمدينة العمارة التي صوتت له ورشحته عنها نائبا مثلما قدم السيد مسعود لمدينته؟ لا اظنه قدم شيئا. فلو كانت هناك منجزات لواجه بها البارزاني حين تحدث عما حققه اقليمه للشعب الكردي.يؤسفني ان يستنجد نائب العمارة بتلك الطبخة الجاهزة بتعليق كل خراب اليوم على شماعة النظام السابق. لا شيء عنده غير وتر الماضي يعزف عليه. بينما "خصمه" يعزف على وتر الحاضر. ألم تك "شمهودة" تلطم بالطريقة ذاتها؟ثم لا ادري لماذا توتر السيد النائب واحتقن حين تحدث البارزاني عن اخلاق الكرد؟ اليس من حق الكردي وغير الكردي ان يفخر بأخلاق قومه كما يفعل العرب والفرس مثلا؟ اراه امرا طبيعيا ان تفخر كل قومية بأخلاقها وقيمها، مثلما يفعل كل شعب او عشيرة او فئة أو طائفة في المنطقة التي نعيش بها. أرغمني تصريحه ، سامحه الله، على ان اقول شيئا ما وددت قوله حتى لا يحسب علي مدحا او تحيزا لهذا الطرف او ذاك. فمن خلال تجربتي الخاصة ما صادف ان كنت بضيافة كردي صديق او غير صديق، وفتحت له قلبي او اغراني بفتحه، ثم غدرني ووشى بي، مثلا، عند صاحبه الكردي ليطالبه بهجم بيتي وتدمير عائلتي، حتى لو كنت قد انتقدت سلوك صاحبه بشدة. سأسكت عند هذا الحد حتى لا يحسب علي باني صرت مثل "شمهودة" انبش ماضيا لا اظنه سيسرّ السيد مجيد الياسين لو "لطمت" عليه.
سلاما ياعراق : لطم شمهودة
نشر في: 19 مارس, 2012: 10:19 م