بغداد/ المدى أعلنت وزارة التربية، عن توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة اليونسكو لإنشاء 125 مركزا لمحو الأمية بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني. وقالت الوزارة في بيان صدر، امس وتلقت المدى نسخة منه إن "وزير التربية محمد تميم وقع مذكرة تفاهم مع مدير مكتب اليونسكو في العراق تمهد لإنشاء مراكز للتعلم المجتمعي بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني".
وأضاف البيان أن "الوزارة ومكتب اليونسكو وبمشاركة 25 منظمة من منظمات المجتمع المدني الغير حكومية ستقوم بإنشاء 125 مركزا مجتمعيا لمحو الأمية وتطوير المهارات الحياتية التي تستهدف سبعة ألاف أمي في جميع إنحاء العراق خلال السنة الدراسية القادمة". وتابع البيان أن "الوزارة ستعمل على توسيع نطاق هذه المبادرة عن طريق إنشاء مراكز تعلم مجتمعية جديدة ودعم الكلف التشغيلية لبرامج محو الأمية والتدريب على المهارات الحياتية بالتعاون مع اليونسكو"، مشيرا إلى أن "الوزارة ستجعل الفعالية مستدامة للمراكز المجتمعية لمحو الأمية على الصعيد المحلي وتجعلها جزءا من برامجها للتعليم الغير نظامي".ويعاني الواقع التربوي في العراق تراجعا كبيرا منذ العام 2003، فبعد أن كان العراق شبه خال من الأمية في ثمانينات القرن الماضي، كشفت منظمات دولية أن خمس العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 49 سنة لا يجدون القراءة والكتابة حاليا.   وتشير تقارير أشرفت عليها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن نسبة الأمية بين العراقيين تبلغ 24 %، منها 11 % بين الرجال، في حين بلغت النسبة في المناطق الريفية 25 %، بينما لا تتعدى 14 %  في مناطق الحضر.   وكان وزارة التربية العراقية أشارت، في حزيران من العام الماضي 2011، إلى أن أعداد الأميين في البلاد تبدو مخيفة، فيما إلى تضافر الجهود لمعالجة المشكلة.  كما يعاني العراق من ارتفاع نسبة البطالة سواء بين فئة الشباب القادرين عن العمل أم بين الخريجين الجامعيين، لأسباب عديدة بينها تراجع القطاعين الصناعي والزراعي، فقد أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، في أيلول من العام 2010 الماضي، أن عدد العاطلين المسجلين في قاعدة البيانات التابعة لدائرة العمل من بين الخريجين ابتداء من عام 2003 ولغاية عام 2009 بلغ مليونا و500 ألف، برغم أن البعض من الخبراء الاقتصاديين يعتقدون أن التقديرات الإحصائية التي يصدرها الجهاز المركزي للإحصاء لا تعبر بالضرورة عن الواقع الموجود فعلا.  يذكر أن بيانات المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة في العراق لعام 2007، والذي أعدته وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، كشف أن نسبة الفقر في الريف وصلت إلى 39 % في حين وصلت نسبته في المناطق الحضرية إلى 16 %، وسجلت نسبة العمالة الناقصة في الريف 43 %، في مقابل 21 % في المناطق الحضرية.