صدرت عن المدى للثقافة والنشر رواية جديدة بعنوان "بونســـــــاي " للروائية كيرستن توروب بترجمة الشاعرة دنى غالي ، وهي من302 صفحة  وبالحجم المتوسط  . لعلنا يجب ان نعد هذه الرواية متعددة الاصوات ،مع ملاحظة ان كل صوت يعيد انتاج  الصوت الاخر،يفسره ،ويضعه في محنة ،ويسائله ،ويذكره بما جرى نسيانه او اعتقد انه عديم الاهمية في وقته ،ان لغة الاعترافات الشخصية التي تبني الشكل الروائي
 في " بونساي "تعاكس هذا الوصف ظاهريا ،فالاعترافات تبقى فردية ،وهي تسبغ التبرير الذاتي على اصحابها ،لكن لانها تجري في وعي متأخر ،اذ لايمكن العودة ،ولا المراجعة ،كما ان الاسف  لايبدو نافعا ولامضرا ،فان ما يجري الحديث عنه كان قد نفذ في حياة الابطال وتقاسموه ،حتى تبريراتهم الشخصية تبدو اشبه بالتوضيحات التي تقال دون تأكيد ولارغبة في الحصول على مكاسب منها .تهتم "بونساي " بالتحليل السيكولوجي للفاعلين ،لكن ليس لتفسير افعالهم حقا ،بل لتعيد تفكيكها في مواقف السهو ،والعواطف،والتصريحات ،لكل من الابطال ،وهم اسرة صغيرة على اية حال ، جحيمه العاطفي ورموزه ،واخطاؤه ،واضطرابه ، وامراضه ،وفي الاعترافات المتبادلة لايحتاجون الا الى الفهم والقليل من الغفران ،بيد ان الحجيم العاطفي يتحلل الى اشارات مثيرة ورموز وافكار لاتخلو من  روح السخرية .ان ما يتحدث به الوعي المتأخر يتراوح مابين قول الحقيقة واستمرار التجريحات القديمة بصوت خافت ،ولسوف يغطي الموت على الاخطاء والندم والخجل في نهاية المطاف .رواية " بونساي " نموذج للرواية الجديدة في الدول الاسكندنافية .