اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > اللحوم العراقية من حصة المسؤولين والميسورين.. الهندية للفقراءوالمعوزين بـ(فتوى شرعية)

اللحوم العراقية من حصة المسؤولين والميسورين.. الهندية للفقراءوالمعوزين بـ(فتوى شرعية)

نشر في: 21 مارس, 2012: 07:29 م

 كتابة وتصوير/ فرات إبراهيم في الفترة الأخيرة شهدت الأسواق  العراقية رواجاً في بيع اللحوم المستوردة سواء مبردة كانت أم مجمدة أم طازجة، وهناك تحسن ملحوظ في أسعارها قياسا بأسعار اللحوم المحلية التي وصل سعر الكيلو منها إلى 17 ألف دينار، مما يضطر صاحب الدخل المحدود إلى التبضع منها،
 على الرغم من أن طعم اللحم العراقي  المذبوح لا يجاريه طعم آخر حتى في الدول المجاورة للعراق، فقد زرتُ عدداً من الدول المحيطة والتقيت بأصحاب المطاعم العراقيين هناك بعد نقل خدماتهم بسبب الأوضاع الأمنية التي كانت سائدة وشرح لي أكثر من شخص ومنهم أشخاص لهم مطاعم مهمة في بغداد ويعدون أسماء كبيرة في ذاكرة المطعم العراقي، حيث أكد غالبيتهم ان اللحم غير العراقي وعلى الرغم من إضافة كافة المطيبات له فانه لا يصل الى المذاق  الغريب والعجيب في اللحوم العراقية، ولهذا نجد أن الدول المحيطة وبعض تجار الماشية منهم يدفعون أموالاً كبيرة في سبيل الحصول على المواشي العراقية. الأطباء البيطريونيوضح الدكتور محمد الجبوري بأن مشكلة اللحوم في العراق لها أسباب عديدة وخاصة أن العراق ينتج فقط لحوم الماشية لاحتياجات البلد، ويظل  بحاجة إلى ‏نسبة كبيرة من الإنتاج حتى إشعار آخر، ولكن السؤال الذي يجب أن يسأله المواطن‏:‏ هل اللحوم المبردة والمجمدة لها نفس القيمة الغذائية للحوم العراقية الطازجة أم لا؟أوضح أن هذه اللحوم إذا تم نقلها وتخزينها وعرضها بالشكل السليم - ولا يحدث للحوم المجمدة أي إذابة خلال فترة التجميد منذ خروجها من المواني وحتى وصولها المخازن - فإنها تكون محتفظة بقيمتها العالية الغذائية مثل اللحوم الطازجة لأن التلوث وسوء التخزين يعرضها للتلوث ويقلل من قيمتها الغذائية وطعمها. لدينا ناس تراقب الذبحويوضح التاجر حسن عبد الله أن هناك إقبالا كبيرا على اللحوم الهندية أكثر من أي أنواع أخرى كالنيوزلندية والاسترالية بسبب وجود أناس متخصصين ومراقبين لعملية الذبح، والناس تستسيغ هذه اللحوم لأن هناك فتاوى شرعية حللتها،‏ أما اللحوم الاسترالية والقادمة من أميركا اللاتينية فهي الأقل إقبالا لعدم مراقبة ذبحها كما هو الحال مع اللحوم الهندية. بينما يرى سالم عبد الله  أحد مستوردي اللحوم  أن الناس تبحث عن اللحوم الحلال وهي تثق بالمكاتب الشرعية التي تجيز أكل هذا اللحم، إضافة الى سعره المناسب الذي يتلاءم ودخل العائلة العراقية، ولهذا نرى أن الغالبية من المتبضعين هم أناس من ذوي الدخل المحدود وهم بحاجة إلى هذه اللحوم، ويضيف أن غالبية المطاعم العراقية ودون استثناء تعمل الكباب والتكة والكبة وكل الأكلات من هذا اللحم لأنه مناسب جدا إليهم ويدر عليهم إرباحا، ولا اعتقد أن هناك فرقا بين المواشي الهندية والعراقية إلا في الرغبة في تناول اللحم العراقي على أساس انه مشروع وغير مجمد، ولكني أؤكد من خلال هذا اللقاء أن اللحوم التي تأتي من الهند لا غبار في سلامتها شرعياً وطبياً، ولأن هذا الأمر لا يحبذه القصابون العراقيون فأنهم يخترعون قصصا كاذبة حوله.رأي وزارة العلومحذرت وزارة العلوم والتكنولوجيا، من اللحوم الهندية المستوردة، بسبب احتوائها على نسبة عالية من التلوث، حسب بيان الوزارة. وأوضح البيان "أن خبيرا في مركز بحوث الغذاء في الوزارة كشف عن وجود نسبة تلوث عالية في اللحوم الهندية المصدرة إلى العراق بواسطة مبيدات الكلور".وبين "أن التلوث ناتج عن استخدام مبيدات الحشرات على الحيوانات المستوردة"، مضيفا "أن هذه المبيدات تحتوي على مادة الكلور السامة".وكشف البيان "أن ما يزيد من خطورة هذه المبيدات هو تأثيرها التراكمي وأنها تنتقل ضمن حلقات السلسلة الغذائية"، لافتا إلى "أنه عند فحص نماذج منها ظهر احتواء هذه اللحوم المجمدة والمستوردة من مناشئ معروفة (لحوم هندية) على أعلى نسبة من بقايا المبيدات، ما يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان".وأشار البيان إلى "أن التحري عن موضوع البحث تم من خلال استخدام 24 نموذجا من اللحم، عراقي، نيوزلندي، ماليزي، هندي لمعرفة مستويات التلوث بمبيد التلوث الـ (د.د.ت) الذي يحتوي على مادة الكلور"، منوها بأن "النتائج أظهرت أن 16 عينة من اللحم الهندي من أصل 20 عينة ظهر تلوثها بالمبيد بنسبة عالية أو بإحدى نواتج تحلله، ما يشكل خطرا على حياة الإنسان عند تناول اللحوم الهندية أو أحد مشتقاتها".فيما أتلفت صحة كربلاء كمية من اللحوم الهندية المنشأ لعدم صلاحيتها للاستهلاك البشري.وقال مدير صحة كربلاء: "إن شعبة الرقابة الصحية في دائرة الصحة قامت بضبط (16) طناً من مادة لحم الجاموس هندي المنشأ ، غير صالحة للاستهلاك البشري". وأضاف :" أن هذا اللحم طرأت عليه تغيرات فيزياوية واضحة وتنبعث منه رائحة كريهة تدل على تلفه ، وتم حرقه ودفنه في منطقة الطمر الصحي من قبل اللجنة المشتركة المكونة من شعبة الرقابة الصحية في دائرة الصحة والشعبة الاقتصادية في الأمن الوطني والشعبة الاقتصادية في مديرية مكافحة الإجرام".الناس تبحثعمّا يسد حاجتهاف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram