 نيويورك / أ. ف. ب أعلن دبلوماسيون أن مجلس الأمن الدولي يستعد لتبني بيان رئاسي حول سوريا يدعم الوساطة التي يقوم بها مبعوث المنظمة الدولية والجامعة العربية كوفي عنان.وكان امام الدول الاعضاء مهلة حتى الساعة 9,00 الاربعاء (13,00 ت.غ) لكي تقدم اعتراضاتها على النص الذي تقدمت به فرنسا، لكن لم تقم اي دولة بذلك. واعتماد مشروع البيان رسميا في مجلس الأمن يتوقع ان يتم عند حوالي الساعة 14,00 ت غ كما أوضح الدبلوماسيون.
ويطلب النص من الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة السورية "العمل بحسن نية" مع عنان و"التطبيق الكامل والفوري" لخطة حل الأزمة المؤلفة من ست نقاط وطرحها عنان في أثناء محادثاته في دمشق.ويذكر النص الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه من بين مقترحات عنان وقف العنف وفرض وقف تدريجي لإطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق حوار سياسي.والنص هو "بيان رئاسي" أي انه اقل وزنا من قرار، ويتم تبنيه بالإجماع، من دون إمكانية استخدام حق النقض. وكانت موسكو وبكين استخدمتا حق النقض لمنع تبني مشروعي قرار في مجلس الامن حول سوريا طرحا في تشرين الاول/اكتوبر 2011 وشباط/فبراير الفائت.في أثناء المفاوضات الشاقة حول النص أعربت روسيا عن تحفظاتها على عدة نقاط. وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان بلاده الحليفة التاريخية لسوريا ترفض ان يبدو البيان "انذارا" للنظام السوري.ولم يعد البيان ينص على بحث المجلس "في اجراءات اضافية" في حال امتناع دمشق عن تطبيق خطة انان واكتفى بالاشارة الى "مراحل لاحقة" وهي عبارة اكثر غموضا واقل تهديدا.واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه يامل في ان يتم اعتماد بيان رئاسي في مجلس الامن الدولي حول سوريا اليوم الاربعاء بعد "التوافق" على مقترحات لانهاء الازمة في ذلك البلد.وقال لافروف عقب لقاء مع نظيريه الالماني والبولندي في برلين "لقد توصلنا الى توافق لدعم المقترحات التي قدمها المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان" مضيفا "شركاؤنا من دول غربية طلبوا مهلة صغيرة للتفكير بها، وامل في ان تنتهي هذه المهلة اليوم وان يتم اعتماد الوثيقة من جانبه أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، "إن الوضع في سوريا أصبح لا يحتمل وليس لدينا وقت لإضاعته."  في غضون ذلك أشار تقرير صادر عن لجان التنسيق المحلية ان عدد القتلى في مختلف المناطق السورية، الثلاثاء، بلغ 52 قتيلا أغلبهم في مدينة حمص التي شهدت عمليات قصف مكثفة.وأضاف كي مون للصحافة في إندونيسيا "وآمل أن يتوحد الصف الدولي، وخصوصا في مجلس الأمن لنتمكن من التحدث بصوت واحد."وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي أكدت منظمة "هيومان رايتس واتش" في عدد من الرسائل الموجهة إلى قادة المعارضة السورية، على وجود أدلة على عمليات خطف وتعذيب بالإضافة إلى إعدامات تنتهجها قوات المعارضة.وقالت مديرة مكتب الشرق الأوسط لدى منظمة هيومان رايتس واتش، سارة ليا: "التكتيكات الوحشية للحكومة السورية في التصدي للمظاهرات، لا تبرر هذه العمليات التي تقوم بها المعارضة."وتشير الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة الى مقتل ما لا يقل عن 8 آلاف شخص في سوريا منذ بدء الأحداث، ولا يمكن التأكد من هذه الأرقام بصورة نهائية بعد منع دخول وسائل الإعلام الدولية إلى الأراضي السورية، إلا أن المعارضة تشير إلى أن أعداد القتلى تجاوز كل الأرقام المعلنة.يأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه العاصمة السورية، دمشق مواجهات عنيفة بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في عدد من  المناطق خلال الأيام القليلة الماضية، أبرزها كان منطقة "المزة" التي تكثر فيها السفارات والدوائر الحكومية بالإضافة إلى منازل عدد من المقربين لشخص الرئيس السوري بشار الأسد.من جانب آخر أعلنت جماعة إسلامية الأربعاء مسؤوليتها عن تفجير منشآت أمنية في دمشق الأسبوع الماضي، قائلة إن الهجمات "جاءت ردا على قصف القوات السورية لحمص ومدن أخرى".وتوعدت الجماعة، التي تًُطلق على نفسها اسم "جبهة النصرة لأهل الشام"، بشن المزيد من الهجمات على القوات والأهداف الحكومية في المرحلة المقبلة.وجاء في بيان نُشر على موقع "شموخ الإسلام" الذي يستخدمه الإسلاميون أن "جبهة النصرة تتبني عملية فرع الأمن الجوّي وإدارة الأمن الجنائي بدمشق".وقال البيان، الذي عنونته الجماعة "القصف بالنسف": "قام جنود جبهة النصرة -أعزها الله - بسلسلة من العمليات العسكرية في عدة محافظات ضد أوكار النظام. وكان أبرزها فرع الأمن الجوي وإدارة الأمن الجنائي في دمشق."وأضاف البيان: "نود أن نحيط النظام علما بأن ردنا على جرائمه في كرم الزيتون من قتل للعوائل بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم وكذلك اغتصابه للنساء سيكون لاحقا بأذن الله."ومضى البيان يقول: "نقول له أوقف مجازرك ضد أهل السنة، وإلا فإنما عليك إثم النصيريين ( العلويين )، والقادم أدهى وأمر بإذن الله تعالى."