 عبد الخالق دوسكي/ دهوك

كان للقروض الزراعية التي باشرت حكومة إقليم كردستان توزيعها في العام 2009 دور ايجابي على تطوير القطاع الزراعي في محافظة دهوك وقد أفاد منها عدد كبير من الفلاحين والمزارعين ومربي الماشية والحيوانات وكذلك مربي النحل أيضا الذين أفادوا من هذه القروض بشكل كبير بحسب قول خورشيد احمد رئيس جمعية نحالي دهوك الذي قال "إن الكثير من أعضاء جمعيتنا قد افادوا من هذه القروض التي منحتها مديرية الزراعة في محافظة دهوك عن طريق المصرف الزراعي وقد أدى ذلك الى زياد إنتاج العسل في محافظة دهوك خلال السنوات الأخيرة".
49 مشروعا لتربية المواشي من الأبقار والأغنام قد افادوا من هذه القروض في محافظة دهوك، سليم عبد الله الذي يمتلك مشروعا لتربية العجول قال "لولا هذه القروض لما استطعت أن استمر في مشروعي الخاص بتربية العجول والأبقار ونحن نطمح أن تتم زيادة هذه القروض في المستقبل".
لكن أكثر المستفيدين من هذه القروض الزراعية في دهوك هم أصحاب حقول الدواجن حيث أفاد (108) من أصحاب هذه المشاريع من القروض التي منحت في دهوك سليمان عكيد الذي يمتلك مشروعا للدواجن في ضواحي دهوك قال" لقد استفدت من هذه القروض في توسيع مشروعي وإجراء بعض الترميمات والتصليحات الضرورية للمشروع ".   
وكانت حكومة إقليم كردستان قد باشرت في العام 2009 منح القروض للمشاريع الزراعية التي يقوم بها الفلاحون عن طريق المصارف الزراعية المتواجدة في محافظات الإقليم وكان أعلى سقف للقرض آنذاك 100 مليون دينار ثم بادرت الحكومة بزيادة هذا القرض ليصل الى 150 مليون دينار حاليا.
محمد إبراهيم مدير العلاقات في المديرية العامة للزراعة في دهوك أوضح ان هنالك إقبالا كبيرا من قبل الفلاحين على استلام هذه القروض " منذ بداية توزيع هذه القروض ولغاية منتصف شهر ايلول الفائت وصل مبلغ القروض الذي منح للفلاحين الى أكثر من (40) مليار دينار عراقي وافاد منها الفلاحون لدعم 1431 مشروعا زراعيا".
وحول المشاريع الزراعية التي شملتها هذه القروض يقول إبراهيم "هذه القروض تمنح لغالبية مشاريع الإنتاج الزراعي والحيواني فهي تمنح للبساتين وشراء الآلات الزراعية وحفر الآبار وتربية العجول والحملان والنحل وترميم البساتين وكانت حصة الأسد قد ذهبت لمشاريع الدواجن بنسبة 35%".
وبين محمد أن هذه القروض سيتم دفعها باستمرار، مشيرا إلى "ان الحكومة تهدف من وراء منح هذه القروض إلى تطوير القطاع الزراعي وتنميته للوصول إلى توفير الأمن الغذائي للإقليم لكن رغم هذه القروض الكبيرة والمستمرة التي تدفعها الحكومة للفلاحين إلا أن القطاع الزراعي مازال يعاني مشاكل عديدة بحسب قول المختصين والمتابعين ومنهم الخبير الزراعي سليم نبي الذي أشار الى ان هنالك الكثير من المشاكل التقنية التي يعاني منها القطاع الزراعي والتي تحتاج إلى حلول، وأضاف " من ابرز المشاكل التي نعاني منها الآن هي عدم وجود خطة لتسويق الإنتاج الزراعي والحيواني في المنطقة ".
وتابع نبي قائلا "نحن نعاني عدم وجود أجيال جديدة شابة تمتهن الفلاحة في محافظة دهوك لذا فإننا ما زلنا نعتمد على جيل السبعينات والثمانينات من المزارعين والفلاحين لذا تنبغي معالجة هذه القضية من قبل الحكومة بشكل جدي والوقوف عليها ومحاولة إيجاد بدائل عملية لأن بذهاب هذا الجيل فان هذه المشكلة ستتضخم".
أما مدير منظمة حماية المستهلك في دهوك الاقتصادي كاوة عبد العزيز فقد بين أن القطاع الزراعي ما زال يعاني الترهل والإهمال وقال "هنالك جهود كبيرة تبذلها حكومة إقليم كردستان في سبيل النهوض بالقطاع الزراعي إلا أن هذا القطاع ما زال يعاني مشاكل كثيرة كانت محافظة دهوك سايلو العراق في إنتاج الحنطة والشعير وسلة العنب والطماطة لكن الآن نلاحظ بان اغلب الفاكهة تأتينا من الخارج حتى الخضراوات" ودعا كاوة حكومة إقليم كردستان الى ضرورة الالتفات الى تجارب الدول الإقليمية في المجال الزراعي ومحاولة الاستفادة منها في تطوير هذا القطاع، وتقوم بدعم المختصين في المجال الزراعي وعدم فسح المجال أمام غير المختصين للدخول فيه لأغراض تجارية بحتة. هذا وقد قام الفلاحون  بتسديد اكثر من ستة مليارات دينار من هذه القروض الى المصرف الزراعي في  دهوك خلال الأربع سنوات المنصرمة والمصرف ما زال مستمرا في منحه لهذه القروض.