بغداد/ اكانيوزفي ظل تناسٍ تام مر أمس عيد الأم بكل ما له من معنى حيث ضاع وسط انفجارات الأمس وتداعياتها والقلق الذي تعيشه المرأة العراقية مثل باقي العراقيين على ارض الرافدين.الأم العراقية كانت الخاسر الأكبر في كل وقت، فالأم تحتفل بعيدها بوجود أكثر من 11 ألف أرملة عراقية في محافظة صلاح الدين 185 كلم شمال بغداد وحدها، بسبب الحرب وأعمال العنف التي شهدها العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003 بحسب الإحصائيات الحكومية.
وبمناسبة عيد الأم تسلط وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) الضوء على زوجات القتلى اللاتي يعملن من اجل أولادهم بعد أن قتل أزواجهن في ميادين القتال والصراعات التي شهدها العراق في حروب الثمانينات والتسعينات وحرب 2003 وتوابعها. هناء علي (57 عاما) قتل زوجها في ثمانينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الإيرانية. قالت لوكالة لـ(آكانيوز) "فقدت زوجي في الحرب وأنا أعيش اليوم مع أبنائي. زوجتهم ورأيت أحفادي لكن عشت أصعب الظروف لم يكن بالسهل تربية أربع أبناء وتنشئتهم من دون الزوج ولم يكن من السهل تكفل مصاريفهم في بلد مثل العراق."وتضيف "لكن الحياة علمتني الكثير وانشغالي في العمل كمعلمة في إحدى المدارس صباحا ومساء مع أولادي جعلني أكثر شجاعة وإصرار على ان اربي أبنائي وأعلمهم وان أصل بهم إلى مستوى عال."السيدة هناء تأكد أن اسعد شيء في عيد الأم هو رؤية أبنائها حولها وهم يحملون اسم والدهم.أما سهام خزعل (46 عاما) فإنها قتل زوجها في تسعينيات القرن الماضي خلال الحرب العراقية الأميركية، أم لشابين، أخذت على عاتقها تربية ولديها حتى تصل بهم إلى مستوى عال يفرح بهم زوجها في قبره كما تقول.وتضيف لـ(آكانيوز) "زوجي قتل لكن أولادي بقوا على قيد الحياة لذلك يجب أن أواصل الحياة لكي يعيش أولادي أفضل مما عشنا نحن."وتستطرد "على الرغم من صعوبة الحياة لكن الإصرار هو الدافع على مواصلتها عملت في العديد من الإعمال كنت أصنع الطعام وأبيعه كنت أخيط الملابس للجيران مقابل ثمن قليل. حتى بعد الـ 2003 وحتى استطاع أولادي أكمال تعليمهم وأصبح بإمكانهم العمل والاعتماد على نفسهم طلبوا مني ترك العمل فتفرغت إلى النشاطات الإنسانية في منظمات المجتمع المدني، اليوم أمنيتي أن يعيش أولادي حياة أفضل وان يتزوج كل واحد منهم بمن يحب ويعيش معها بعيدا عن الحرب والقتل والدمار."والى حرب 2003 والأحداث التي تبعت اجتياح القوات الأميركية إلى العراق والتي أدت إلى سقوط الآلاف من الناس ما أدى إلى ازدياد أعداد الأرامل العراقيات اللاتي سطرنه أروع صور النضال والكفاح من اجل الحفاظ على فلذات أكبادهن أولادهن بعد رحيل أزواجهن.ينار يوسف (34 عاما) قتل زوجها في 2006 عند أحداث الاحتقان الطائفي في البلاد، لم يكن لديها سوى طفل واحد يبلغ عامين، آنذاك اضطرت إلى العودة إلى منزل أهلها لتعيش معهم، أبت أن تتزوج ونذرت نفسها لتربية ابنها من اجل ان يأخذ شهادة جامعية مثلها ومثل زوجها.يوسف تقول لـ(آكانيوز) أن "الحياة صعبة للسيدة الأرملة كل شيء صعب عليها حتى معاملاتها من الصعب أكمالها خاصة في بلد متوتر مثل العراق."rnتضيف يوسف أحاول تناسي مصاعب الحياة وما مرت به عن طريق العمل في المستشفى الحكومي الذي تعينت فيه في 2002. ثم أعود بعد ذلك لمنزل أهلي لأتابع دروس ولدي وأبقى معه طول الوقت حتى لا يشعر بما اشعر أنا به بفقد رب البيت ولأشجعه على تحقق أحلامه كلها".فيما أعلن مجلس محافظة صلاح الدين بمناسبة عيد إلام أن الحكومة المحلية في المحافظة قدمت الكثير لشريحة الأرامل من زوجات الشهداء على مدى سنوات عمل حكومة المحافظة حيث وفرت قطع أراضٍ لشريحة كبيرة منهن إضافة إلى تعليم عدد من زوجات الشهداء والأرامل مهناً تستفيد منها على مدى الزمن ولتربي أولادها عن طريق عمل تستنفع منه.وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين مسؤول لجنة الرعاية الاجتماعية محمد فرحان لـ(آكانيوز) إن "حكومة المحافظة قدمت الكثير للنساء الأرامل من زوجات الشهداء الذين سقطوا على ارض العراق فقدمت لهن قطع أراض لعدد كبير منهن".وأضافت فرحان أن المجلس وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية وفر فرصة تعليمية للبعض الآخر من السيدات غير المتعلمات لتستفيد منها عن طريق تعلم مهن لتعتمد على نفسها في توفير رزق كريم لها ولعائلتها".وكانت وزيرة الدولة لشؤون المرأة د. ابتهال كاصد الزيدي قد هنأت الأمهات العراقيات بمناسبة يوم الأم، وحيّت أمهات الشهداء، وأكدت في بيان لها حرص الوزارة على تذليل الصعوبات التي تواجهها النساء المسنات أثناء الحصول على الرعاية الصحية والبحث عن سبل لتخفيف أعباء نفقاتهن الطبية.
استمرار العنف يبدد فرحة الاحتفال بعيد الأم

نشر في: 22 مارس, 2012: 06:21 م