بغداد/ المدىفي تقرير له عن سياسة القاعدة في العراق وإستراتيجية عملها، استشهد معهد "مجلس العلاقات الخارجية" الأميركي للأبحاث بعدد من الخبراء والمحللين، بدأه مع الخبير في الشؤون الخارجية راند سيث جونز ناقلا تخوفه مما يسمى "زواج المصلحة بين القاعدة وإيران". وقال جونز انه "على الرغم من الانقسام بين الفرقاء، فان إيران والقاعدة تتحدان في معارضتهما لسياسة الولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة".
وأشار تقرير المعهد الأميركي الى أن "وزارة الدفاع الأميركية نالت من العشرات من قادة تنظيم القاعدة الكبار في السنوات الأخيرة، كما توقّع مسؤولون أميركيون زوال التنظيم في نهاية المطاف". وذكر التقرير بحديث للسفير الأميركي السابق في العراق ريان كروكر، قال فيه أن "تنظيم القاعدة بكل بساطة قد ولى من الفلوجة والرمادي، وأجزاء أخرى من محافظة الأنبار". وفي السياق ذاته، قال مدير وكالة المخابرات المركزية مايكل هايدن أن تنظيم القاعدة "كان على وشك أن يهزم في العراق ".واعتبر أنه "على الرغم من أن قيادة تنظيم القاعدة قد تراجعت وأضعفت قدراته، لكنه أثبتت أنه قابل للتكيف مع الظروف".وأوضح ان المتحدث باسم الجيش الأميركي في العراق تحدث في تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2011 عن قدرات تنظيم القاعدة، إذ علق في حديث له مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية بالقول "أتفاجأ كلما أسمع تصريحا بأن القاعدة باتت في مراحلها الأخيرة". وأشار التقرير الى أنه "في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة، حاول تنظيم القاعدة استغلال أتساع الفجوة السياسية في العراق من خلال تنفيذ سلسلة من الهجمات في أوائل العام 2012 استهدفت مناطق معينة". ونقل التقرير عن محللين قولهم ان الإجراءات الخرقاء المتخذة من قبل الحكومة التي يهيمن عليها نوري المالكي تنفر الكثير من شركائه وتقدم للقاعدة دعاية مجانية توظفها لصالح مصالحها. وبحسب برايان فيشمان، الخبير في "مؤسسة أمريكا الجديدة" للأبحاث، فان "تنظيم القاعدة يحاول أن يثبت أنه جزء من حركة مقاومة مشروعة ولاعب أساسي في عملية الإطاحة بالنظام السوري المستبد كما تحاول القاعدة أن تصوّره".كما يبدو أن تنظيم القاعدة عكس خطوطه اللوجستية عبر إعادة توجيه الموارد من العراق إلى سوريا من أجل استغلال الحرب ضد الرئيس بشار الأسد لأغراض خاصة به.
(القاعدة) يسعى للتعايش مع المشهد السياسي لتنفيذ عملياته
نشر في: 22 مارس, 2012: 06:46 م