اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > (النسـويّــة) فـي الـتـشـكـيــل الـمـعـاصــر

(النسـويّــة) فـي الـتـشـكـيــل الـمـعـاصــر

نشر في: 23 مارس, 2012: 06:34 م

2-2علي النجارفي عام (1971) أنشأت (جودي شيكاغو) مع (ميريام شابيرو) برنامج للفنون النسوية تحت مسمى (بيت النساء) في معهد كاليفورنيا للفنون، واعتقده كان أول برنامج من نوعه للفنون النسوية. جودي التي غيرت حتى اسمها الثاني اعتراضا منها على النزعة الذكورية. في أعمالها الأولى لم تنفصل عن السياسة والجنس (لقد تأثرت بوالدها اليساري الأمريكي الذي تعرض للحملة المكارثية المعروفة)، وكانت أعمالها صادمة لذوق أساتذتها في كلية الفنون نهاية الستينات، والوسط الفني.
خلال الأعوام (1974..1979) أنتجت تحفتها الفنية (حفل العشاء). هذا العمل الذي  صدم الذوق العام أيضا. نفذته بمساهمات من نساء  متطوعات. حفل العشاء هو عمل فني تركيبي على شكل مائدة مثلثة مفرغة من الوسط. وبقياس(14،63) مترا لكل ضلع (طاولة)، كل طاولة مهيأة لثلاث عشرة امرأة مشهورة كضيوف. ودنوت على الحافة السفلية أسماء (999) امرأة لا على التعيين لتكونن شهودا مؤازرين. لقد رصفت الأطباق البور سلين بمجسماتها التي كانت على شكل فراشات بعضها كناية عن رموز جنسية، والأخرى ترمز لصفات النساء الضيفات. مشاكسة بها أحادية أو عنصرية الطرح  الذكوري. وبمقاربات لطقوس الأسطورة الكهنوتية، لكن من خلال تركيزها على أنثوية العمل وأجوائه الاحتفالية الملغزة.               لقد صاغت هذه الفنانة وعبر كل أعمالها جدلية العمل الفني النسوي وشرعيته. سواء من خلال طرح أفكارها في هذا العمل الرائد، الذي لا يزال من محفوظات متحف بروكلين، أو من خلال نتاجها الفردي او الجماعي ومساهماتها  في تدريس النساء فقط او إنشاء جمعياتهن الفنية، من اجل الاعتراف بهويتهن، وإزاحة الصورة النمطية. وخلق فرص مناسبة للنجاح . الفنانة المصورة المفاهيمية (بربارة كروجر) حصدت شهرتها التي تعادل فنان البوب (اندي وارهول) من خلال عملها الذي يجمع ما بين الصورة والنص والتصميم. أعمالها كما اعتقد تنحو لمحو الفروق المهنية بين العمل النسوي والذكوري. ففي عمل لها يمثل صورة مكبرة لبورتريت نسائي مقسوم لنصفين ( بوزتف و نكنتف) مدون عليه (جسدك هو   ساحة معركة). أو صورة أخرى لكف يحمل لافتة دون عليها ( أنا  أتسوق  ولذلك أنا). أو عملها التركيبي الذي يتألف من صندوق كارتوني (صندوق بضاعة)  لصقت فوقه صورة وجه أنساني يصرخ (ربما هو طفل، او امرأة) كقاعدة للشطرنج، مع المجسمات الشطرنجية على الجانبين. ثم دونت على أضلاع الكارتون ( أنت، ليس لك حظ ). هذا الجمع ما بين الصورة والنص المفهومي أوصلها أخيراً لان تبني تصوراتها المفاهيمية النصية على امتداد جدران وأرضيات صالات العرض. لقد وازنت ما بين الصورة والنص، وغلبت النص أحيانا كصور ذهنية تجسر الهوة ما بين الصورة والدلالة. ولا تلغي قيمتها الفنية التواصلية في نفس الوقت. واعتقد أن نتائج كهذه لم تكن ممكنة لولا كفاح  الجيل النسوي الستيني الأول.إن كانت الأعمال الفنية الذكورية تبيح جسد الأنثى لنواياها الذكورية. فإن فنانات (النسوية) كشفن أجسادهن حقلا ثقافيا مفاهيميا لا يخلو من حلول لإلغازه. الفنانة الكندية(جنيف ارلنتون) كرست رسوم وجهها وجسدها تمثيلا لبقية النساء، في أحلامهن. ومعاناتهن، وتفسيرا للوجود والمحيط والزمن الواقعي والأسطوري. أي، بمعنى ما، هي، وكأنثى، تستنطق نفسها فلسفيا (وهي خريجة آداب)، وبمقدرة فنية عالية جمعت في رسوماتها التقنية الكلاسيكية والمشهدية الشعبية (البوب). في رسومها يتمثل التفكيك النصي المفهومي والوجودي النسوي. مثلما في هذين الرسمين القريبين في تنفيذهما من التقنية الكرافيكية واللذين يمثل احدهما رسمها الشخصي بقلب يسيجه سلك شائك. والرسم الثاني يمثل بورتريت ذكوري بهالة ووردة حمراء تستقر على سطح الجسد، مكان القلب. انه (القلب السري) حسب عنوان العمل. في رسم آخر(3) مطرز بخلفية وردية وزهور حمراء، تحمل جينيف رأس الميدوزا المقطوع في يد، وفي اليد الثانية سيفا يتكئ على كتفها. هي أيضا ترسم الجسد الأنثوي(4) المفجع باستئصال الثدي. ففي الوقت الذي لا توفر فيه الفنانة تدوين حياتها الشخصية فنيا. وتدوينها لهذا لم يكن بطرا، أو استعرضا، بل من اجل عدم تجاوز التواريخ الجنسانية. في مسراتها ومحنها ضمن محيطها الاجتماعي. هي تسعى لان تعالج أعمالها قضايا التكافؤ والمساوات بين الجنسين. وفضاء اجتماعي صحي.          أعمال جنيف ارلنتون كما نظيرتها الفوتوغرافية الشهيرة الأخرى(سيندي شيرمان)  وفنانات أخريات من مختلف البلدان ساهمت في كسر الحاجز الذكوري للتفوق المهني في العمل الفني. وللحد الذي أصبح فيه المردود المادي لأعمال الفنانات عالميا في مجالات الفن التشكيلي الميديا المتعددة، بحدود الثلاثين في المائة من مجمله. هو مكسب لا يستهان به، إذا ما علمنا بأنه ولوقت قريب كان العمل التشكيلي الفني يكاد يكون حكرا على الذكور فقط. لقد أقصيت أسماء فنية أنثوية، أو جرى تغافلها عمدا، كانت في مهاراتها موازية لمقدرة الفنان الذكري منذ عصر النهضة وحتى بداية القرن العشرين نسبيا. بحجة التقاليد والعرف الاجتماعي ودونية الجنس النسائي.&nbsp

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram