وديع غزوانقد يبدو العنوان غريباً بعض الشيء ، ولكن وجه الاستغراب هذا لن يكون له محل في ضوء ما يحاول البعض إشاعته عن مواقف " المدى " وانتقادها الصريح والواضح بعض السلوكيات المعرقلة للحريات التي تصب بالنتيجة لتكريس مظاهر التفرد والابتعاد عن مفاهيم الشراكة الوطنية وحقيقتها .
لا أشعر بأننا نحتاج إلى توضيح هنا حيث أن ما نحسه من تواصل وتفاعل حي مع المواطنين في بغداد وأربيل والبصرة ودهوك والموصل والسليمانية هو خير جواب لأصوات اعتادت أن تعتاش على الزيف والكذب والنفاق وتتستر بأنواع البراقع ، لكن مواقفها تبقى مفضوحة ومكشوفة خاصة أمام بسطاء الناس الذين عركتهم الحياة وامتحنوا في أكثر من موقف ، فعرفوا بالفطرة النقية غير الملوثة معنى الصبر والمطاولة لكي لا يعطون عذراً للمخادع الكذاب مستقبلاً ، بعد أن سئموا الوعود والشعارات . . نعم قد لا تكون هنالك حاجة كبيرة للإجابة، مع ذلك فان نقاشاً دار مع احد الزملاء على هامش برنامج في فضائية " الحرة عراق " دفعني لهذا . فالصديق قد سألني عن سر هذا التحامل بحسب تعبيره على الحكومة بل زاد قائلاً على رئيس الوزراء المالكي بالذات ، وما حققه من منجزات ، محاولاً إخفاء ما يتضمنه سؤاله من إشارة الانحياز إلى كردستان . استغربت هذا التساؤل كون السائل يفترض أن يميز بين موقفين ،الأول ناقد صادق حريص على وجه العراق الديمقراطي ، وهو ما يفترض أن يعمقه أي مسؤول ،وآخر متزلف " ينعق " بحسب ما تمليه مصلحته فيزيّن الأخطاء ويعمي بصيرة المسؤول . لم يكن الوقت يسمح بكثير النقاش ومع ذلك تمكنت أن أشير له بوضوح عن التخوف الذي ينتاب شخصيات بعضها حليفة لرئيس الوزراء من محاولات التفرد بالسلطة تسليط الضوء على هكذا ممارسات يفترض أن تفهم أنها للصالح العام بعيداً عن شخصنة المواقف ، أما الانحياز لكردستان كتجربة فهو ليس عيباً ،هنالك فرق بين الانحياز لتجربة والانحياز لأشخاص . وعدت أسأل صاحبي كمواطن دلني على ما حصل عليه المواطن من منجزات في ضوء مافيات الفساد .و في هذا المجال لايخفى على الجميع حملات التشويه لحملة " الحريات أولاً " كونها كشفت الأقنعة المزيفة لحملة الديمقراطية والمتاجرين بشعاراتها ، وأذكر بهذا الصدد قول مأثور لا أتذكر قائله قرأته قبل فترة يقول " الوطن غال لكن الحرية أغلى وتبقى الحقيقة هي الأغلى " و قد يكون في هذا بعض جواب .. فالعمل الصحفي مسؤولية وطنية ، مهمتها الانحياز للحقيقة لكي تكون فعلاً جديرة بلقب السلطة الرابعة ، و ما يكتب مهما كان قاسياً نعتقد انه يحتاج إلى قراءة موضوعية للاقتراب يفصح عن طبيعة الرسالة التي نسعى إليها جميعاً والتي ينبغي أن تكون معبرة عن تطلعات وأحلام ملايين العراقيين عرباً أو كرداً أو تركماناً أو أي مكون آخر. . تطلعات وآمال ملايين الفقراء من اجل عراق واحد للجميع . . نحن مع الحريات لأنها الطريق المفضي للرفاهية .
كردستانيات: نحن مع الحريّات
نشر في: 23 مارس, 2012: 07:27 م