TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > مؤتمر، لقاء، اجتماع

مؤتمر، لقاء، اجتماع

نشر في: 23 مارس, 2012: 07:59 م

نشوان محمد حسينما زالت بعض الكتل السياسية العراقية تصر – وتتفاخر أحيانا – على أن تشكل اختلافاتها معضلة في العمل المشترك، بل إنها صارت لا ترى وجودها إلا من خلال اختلافها مع الآخر! والبعض الآخر من هذه الكتل ترى في هذا الاختلاف فرصة مناسبة لخلق وإدامة الأزمة التي تمنح مشاريعها فرص التنفيذ !
وفي ظل حالات التقارب ومحاولات تفتيت الخلافات، تفوح رائحة قوية من عدم صدق النوايا أو في الأقل انعدام الثقة فيما بين هذه الكتل التي صارت تذكرنا بالكتل الكونكريتية  الجاثمة على مد البصر في شوارعنا وحول أحيائنا.في التحضيرات الأخيرة – ولنا أن نتصور – لهذه الكتل وهي تستعد كي تعقد ( لا ادري ماذا أقول : مؤتمر، لقاء أم اجتماع وطني ) اختلفوا قبل كل شيء على الاسم.. لننظر إلى شكل ولون النوايا، هم ومن وجهة نظرهم في الأقل لم يختلفوا عبثا، إذ إن كل مفردة منها لها دلالاتها اللغوية التي يمكن أن تصب أو لا تصب في نهره الضيق جدا! ولو كانوا يحسبون أمور الشعب بهذه الدقة والحرص لما خسرنا كل شهر مئات الشهداء وملايين الدولارات وما كانت بغداد لتوصم بصفة أسوء مدينة بالعالم!بعد هذه المفردات الثلاثة هنالك مفردة هي المفترض أن تكون لب الموضوع وجوهر الاهتمام إنها ( وطني ) فما الفائدة أيتها الكتل الكبيرة إن كان مؤتمرا أو لقاء أو اجتماعا ولم يكن ذو الأبعاد التي يجب أن تشير لها مفردة ( وطني ).. لكن ما يبدو أن الوطني هو اهتمام أخير.بعض الكتل صرحت على لسان أحد أعضائها بما معناه إن كلمة "مؤتمر" ليست في محلها وهي غير ضرورية ولا تعبر عن شكل القضايا المراد مناقشتها , فيما أشار عضو آخر لكتلة أخرى أن لا فرق ولا مشكلة في استخدام أية مفردة من المفردات الثلاث، لكن هذا الرأي لم يعجب طرفا ثالثا لكتلة أخرى الذي أشار إلى أن استخدام مفردة "لقاء" سيعيدنا إلى المربع الأول، هذا المربع الذي طالما تغنى السياسيون والمحللون به عندما يتحدثون عن المعضلة العراقية.. وفي الحقيقة لا وجود لمربع ثاني كي نعود إلى الأول، وربما لا وجود أصلا لمربع في العملية السياسية التوافقية وأن كان ثمة ضرورة لتشبيهات هندسية فما موجود هو مثلث غير متساوي الأضلاع أولا، وقائم المشكلة ..عفوا أقصد الزاوية ثانيا!واليوم يبدو أمامنا مثلث آخر خرج من معطف ما أفضت إليه طبيعة العملية السياسية، مثلث المفردات اللغوية ودلالاتها الجبّارة وصرنا نخشى من أن تداهمنا مثلثات أخرى مستقبلا في الوقت الذي لا يهتم السياسيون أو يذكرون الخط المستقيم الذي أسمه الوطني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram