 الخرطوم / BBCرحل مساء أول أمس الخميس الشخصية السياسية البارزة محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي السوداني عن عمر ناهز 81 عاما قاد فيها الحزب طوال أكثر من أربعة عقود كان بينها ما يزيد على ربع قرن من العمل السياسي في الاختفاء.
ولد نقد عام 1930 بمدينة القطينة وسط السودان. وبدأ نشاطه السياسي مبكرا منذ العام 1946، وهو تاريخ تأسيس الحزب الشيوعي السوداني الذي كان أحد أقوى الاحزاب الشيوعية في العالم العربي وأكثرها شعبية ونفوذا.فصل نقد من كلية الاداب - جامعة الخرطوم عام 1952 عندما كان في السنة الدراسية الثانية، فتوجه مضطرا الى بلغاريا حيث أكمل دراسته الفلسفة في جامعة صوفيا عام 1958. عاد الى السودان وتفرغ للعمل السياسى فى قيادة الحزب حتى انتخب نائباً عن الحزب الشيوعي السوداني ممثلاً لما يعرف بدوائر الخريجين عام 1965 لكنه لم يكمل الدورة بسبب حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان.تسلم نقد قيادة الحزب الشيوعي السوداني عام 1971 في أعقاب اعدام السكرتير العام السابق للحزب عبد الخالق محجوب على يد الدكتاتور جعفر نميري. قضى نقد سنوات طويلة في العمل السري كان أبرزها الفترة الممتدة من عام 1971حتى الاطاحة بنظام نميري في انتفاضة شعبية عام 1985 ثم اضطر الى الاختفاء ثانية في عهد الرئيس الحالي عمر البشير خلال الفترة من عام 1993 حتى عام 2005 ولكنه اعتقل أثناء فترة اختفائه الثانية وقضى عامين قبل أن يطلق سراحه ويوضع تحت الاقامة الجبرية ليتمكن من الاختفاء مرة أخرى. وبعد ان انتخب عام 1986 نائباً للحزب في البرلمان عن دائرة الديوم والعمارات في العاصمة الخرطوم ترأس كتلة الحزب الشيوعي ذات النفوذ السياسي الواسع رغم صغر حجمها.وخلال فترة حياته الغنية كتب نقد العديد من الدراسات السياسية والفكرية بين أبرزها “قضايا الديمقراطية في السودان”، “علاقات الرق في المجتمع السوداني”، “مباديء موجهة لتجديد البرنامج”، “علاقات الأرض في السودان” و”حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الاسلامية”، فضلا عن ترجمته كتاب المؤرخ الروسي سميرنوف الموسوم “الثورة المهدية”.