بغداد/المدىكلما مررت بساحة الشهداء اراه جالساً في محله، رجل تجاوز الثمانين من عمره وما زال يعمل بنشاط وهمة قد لا نجدهما عند كثير من شباب اليوم.
انه السراج محمد سعيد (ابو سباهي) الذي يقول: اعمل في هذه المهنة منذ عام 1940 عندما كنت اصنع الاغطية الخاصة بالمعدات العسكرية و(الكراب) للأسلحة النارية وساريات للاعلام واحزمة خاصة للكلاب البوليسية في وحدة الاشغال العسكرية. ويستذكر ابو سباهي عمله في صنع العربات التي كانت تستخدم في الاستعراضات والاحتفالات الخاصة اذ يقول: يسحب مثل هذه العربات عدد من الاحصنة قد يصل الى حوالي 12 حصاناً ونستخدم في صناعة هذه العربات الجلد الطبيعي المدبوغ للماعز او الابقار. اما عن عمله الان فيقول: يقتصر عملنا على صنع انواع من اللوحات الفنية والآيات القرآنية فضلاً عن الأحزمة التي يستخدمها الطباخون والحمالون والرياضيون كذلك نتعامل مع بعض الفنانين الذين يسوقون الأعمال خارج البلاد كاللوحات الفنية مثل لوحات الشناشيل والرسومات التراثية. ويؤكد السراج محمد سعيد على ضرورة دعم هذه المهنة التراثية لما لها من دور كبير في دعم الاقتصاد الوطني اذ تعد من اهم المعالم السياحية التي تشتهر بها بغداد القديمة. اما عن تمسكه بهذه المهنة رغم انحسارها فقال: لا استطيع ترك هذه المهنة لأنني اعمل بها منذ ستة عقود وأنا استيقظ مبكراً لأبدأ العمل حتى عودتي الى البيت ظهراً. كما انني ارى ان العمل يمنح الانسان القوة والصحة خاصة الاعمال اليدوية.
ضــيفنا.. أقدم السراجين في بغداد.. يخشى انقراض مهنته
نشر في: 10 أكتوبر, 2009: 03:48 م