 علي حسينوأخيرا وافق زعماء الصومال وجيبوتي وجزر القمر وموريتانيا على حضور قمة بغداد ، لكنهم وضعوا شرطا حرمونا فيه من فرصة استضافتهم ليوم أو يومين يشاهدون فيها بغداد كيف تحولت إلى ثكنة عسكرية لا يمكن الدخول إليها إلا بتصريح من القائد العام للقوات المسلحة شخصيا، الخبر الذي نشرته وكالات الأنباء يقول :" رجحت مصادر دبلوماسية مشاركة 10 إلى 11 زعيما عربيا فقط في قمة بغداد، ومن أبرزهم زعماء تونس، الكويت، لبنان، الأردن، جزر القمر، الصومال، موريتانيا، فلسطين، جيبوتي واليمن "
وأضافت المصادر أن : " الزعماء العرب الذين سيحضرون القمة لن يبيتوا في بغداد، وإنهم سيحضرون الجلسة الصباحية ثم الغداء الرسمي، يعقبه جلسة مغلقة، ثم اختتام القمة ليغادروا بغداد في نفس اليوم لدواع أمنية " سيغادرون ونبقى نحن أهالي بغداد بين نارين ، إجراءات الحكومة القرقوشية ، وتربص الجماعات الإرهابية.   احد الأصدقاء كان فرحا بعد ان أخبرته بأن القادة العرب لن يمضوا ليلتهم مع بغداد ولياليها الساحرة، معتبرا ان نومهم أو يقظتهم هي خسارة يدفعها المواطن ، فالأمر أولا وأخيرا هو مجرد أموال تبذر .. وتعطيل لمصالح الناس .. طبعا لم ينس الصديق الذي يهتم بالبيئة أن يؤكد أن خطب القادة العرب دائما ما تساعد على انتشار فيروس جديد في الجو اسمه الاحتباس السياسي وهو برأيه اخطر بكثير من الاحتباس الحراري الذي تعاني منه أمنا الأرض. ويضيف الصديق متسائلا : ماذا سيقولون حتما سيملأون الفضاء بخطب فقدت صلاحيتها وهي أشبه بكلام معاد إلى درجة الملل لتكون النتيجة في النهاية صفرا في كل الاتجاهات .قلت للصديق الذي تلوح امارات الغضب على وجهه وهو يشاهد الحياة معطلة في بغداد : القادة هذه المرة لن يختلفوا فهم سيتفقون على شيء واحد مهم وهو الحفاظ على المنصب ، فبعد أن فجر شباب تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا الأجواء بثورات غير مسبوقة ، ولان الرسالة وصلت إلى كل من يهمه الأمر في بلاد العرب السعيدة بجمودها واستبداد حكامها. فقد انتبه الساسة أخيرا إلى أن هناك شبابا في بلدان عدة سيقومون بخطوات كانت بالنسبة لهم حتى وقت قريب من باب المستحيل، وان كل كراسي الحكم بدأت تهتز بفعل زلزال الربيع العربي ، وان التطمينات التي ستصدر عن قمة بغداد لن تغير من الامر شيئا ، ولهذا اعتقد بأن القمة ستضع على جدول اعمالها فقرة واحدة هي كيف التخلص من رياح الربيع العربي .. بالتأكيد ستقدم الحكومة العراقية مشكورة نسخة من دعائها الرسمي لكي يردده القادة العرب بصوت واحد في ختام أعمال القمة .. وهذا الدعاء الذي خيب طموحات العراقيين وافشل مؤامراتهم ضد حكومتنا الرشيدة سينفع حتما في هذه الأيام السود.   الدعـــــاء اللهم ثبتنا على كراسينا .. وبارك لنا ولأهلينا فيها. واجعل الكرسي  ـ يا رب العالمين ـ إرثا نورثه لأهالينا .وأبق علينا نعمة  "السلطة" واحفظها من الزوال أبد الآبدين .اللهم اجعل النار تشتعل فيمن يعارضنا  .. وانصرنا على من يخالفنا. ولا تجعل راحة الشعب أكبر من همنا. اللهم اجعل القصر الرئاسي دارنا ومستقرنا ومرقدنا إلى يوم الدين .اللهم نسألك فترة ممتدة .. وهجمة مرتدة . والنصر على الشعب .. اللهم أبق شعوبنا مقهورة ومغيبة. اللهم شتت شملها .. وخيب سعي شبابها، وبدد ربيعها .اللهم نسألك حُسن القعدة على قلوب الناس. وطيب الإقامة على أنفاسهم، ولا نسألك الخاتمة أبداً. اللهم وسع أرزاقنا وكثر اموالنا .اللهم لا تفتح أبواب خزائننا لغيرنا.اللهم إنا نعوذ بك من كرسي يُخلع. ومن شعب لا يخاف أو يقمع .. ومن مواطن لا يُخدع .اللهم احفظ لنا كراسينا .. وأدم علينا نعمة خوف العباد وصمتهم  آمين يا رب العالمين.