TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > توقيع: أبيض وأسود

توقيع: أبيض وأسود

نشر في: 10 أكتوبر, 2009: 03:51 م

وارد بدر السالمبين القائمة المفتوحة والأخرى المغلقة يتأرجح مصير شعب ومسار وطن. فمن التسميات يمكن لنا أن نميز بين هذه وتلك، ومنها أيضا نستطيع أن نستشف العقول المختلفة التي تقبع خلف القائمتين؛ بل نستشف ما وراءها من قيم سياسية ضامنة أو غير ضامنة. ومن واقع التجربة السياسية الجديدة وعلى ضوء الإنتخابات الماضية،
ربما بصم العراقيون على الكثير من الوهم والغموض عندما كانت كثير من القوائم مغلقة، ولم يعرفوا مَن كان يتخفى وراءها! وما هي أهليته السياسية والمعرفية والثقافية! وما هو تحصيله العلمي أو تجاربه في الحياة السياسية! وكانت النتائج الواقعية على مر أربع سنوات من تلك التجربة تشير الى أن  ملايين الأصابع البنفسجية ذهبت الى غير مظانها، منقادة وراء حس طائفي مرة وعشائري مرة أخرى بطريقة لم يكن فيها المواطن العراقي قادراً على التمييز بين من يترجم له  واقع الحال وبين من يرفع شعارات فضفاضة، براقة، تلمع فيها وعود ومشاريع خدمية ثبت أن معظمها ذهب أدراج الوعود حسب!القائمة المغلقة كالعقل المغلق. لا يمكن حزر ما وراءه. وحينما يكون العقل مقفلاً سيكون عبارة عن عماء ادكن لا نستطيع فحص آلياته واشتغالاته السياسية والمعرفية، عندها سيكون لنا أن نذهب بعيداً في التخمينات والاحتمالات، كما حدث في الإنتخابات الماضية، لما وجد الأكثرية أنهم بصموا لذلك الغلق الجبري فذهبت تخميناتهم الى سراب بعيد.. وبقية القصة معروفة للعراقيين.القائمة المفتوحة تناقض رديفتها العمياء. إنها كالعقل المفتوح بأسمائها ومشاريعها ومسمياتها وشعاراتها وبرامجها، والعقل المفتوح يقبل الجدل بمستوياته المختلفة. كما يقبل النقد الصارم ويستطيع أن يتغير عندما ينغمس في مسارب المجتمع ويفحص متطلباته، تغيراً إيجابياً متفاعلاً مع الواقع ولا يقفز عليه أو يلغيه أو يهمشه كما حصل وكما نعرف جميعاً.بين القائمتين عقلان أحدهما أبيض والآخر أسود..وبين اللونين سيختار العراقيون لونهم المكشوف وسيغمسون أصابعهم في حبر الإنتخابات، منحازين هذه المرة الى الواقع لا الى الوهم ولا الى القسرية في انتخاب  هذه القائمة أو تلك؛ فالشعارات البراقة التي ملأت آفاق الوطن في زمن معروف باحتداماته الطائفية والمذهبية لا نظنها تعود هذه المرة، بقدر ما يعود العقل العراقي الحقيقي الى وعيه وجمالياته وهو يبصم على أسماء بعينها وقوائم مفتوحة مزينة باسماء من هم قادرون على حماية الوطن بلا بلاغات خارجية وشفرات ملغومة، كي تمضي هذه المرة العجلة الإجتماعية والسياسية الى الطريق الصحيح باتجاه عراق ديموقراطي متماسك بكل فئاته وشرائحه وأحزابه وطوائفه ومذاهبه. بكل معطياته الوطنية والأخلاقية، بلا فسادٍ ولا إفسادٍ ولا تجاوزات على أحلام الناس ومتطلباتهم الطبيعية في العيش الكريم، فالعراقيون على مرّ تجاربهم المرّة والمريرة؛ فقدوا الثقة الى حد كبير بكل العقول المغلقة التي تريد أن تتخفى وراء قوائمها المغلقة وتفرض واقع الحال فيما بعد. بينما يتطلع الجميع الى العقول البيض المفتوحة التي تنتمي الى الإشهار لا الى التستر والتخفي والتعمية.الأبيض والأسود.. هما قائمتان قادمتان في آخر المطاف.. وعندها سينظر العراقيون الى كل ما هو أبيض.. فيكفينا السواد الذي حوّلنا الى أشباح تنتمي الى عصور الجاهلية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

الرسام .. فنان ميساني يصنع نصب فنية في قلب العاصمة

كيت بلانشيت تنوي الاعتزال بعد مسيرة استمرت 3 عقود

معرض مشترك لعدد من الفنانين العراقيين في نادي الصيد

جاسم الحلفي يتحدث عن (نوائح سومر) لعبد الستار البيضاني في اتحاد الأدباء

العاصفة المغناطيسية تصل إلى الأرض.. اضطرابات في الطاقة والاتصالات والملاحة

مقالات ذات صلة

التورنجي يتحدث عن تجربته الأدبية والحركة الأنصارية في جبال كردستان

التورنجي يتحدث عن تجربته الأدبية والحركة الأنصارية في جبال كردستان

 ذي قار / حسين العامل احتفت الأوساط الثقافية والأدبية في ذي قار بالتجربة الشعرية والنضالية للشاعر ناظم التورنچي، وذلك في أمسية أدبية اقامتها دائرة العلاقات الثقافية العامة على قاعة القصر الثقافي بالناصرية بالتعاون...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram