علي حسين بعد أن أعلنها صريحة وواضحة: أنا وقناتي الفضائية في خدمة قائد الجمع المؤمن معمر القذافي، وبعد سيل من الخطابات الهستيرية وأغاني أم المعارك استيقظ المناضل مشعان الجبوري على كابوس مخيف فقد عُثر على ملوك الملوك مختبئا مثل جرذ في احد أنابيب صرف القاذورات، هكذا انتهى حلم مشعان بالقضاء على الامبريالية الأميركية،
ولم يجد مخرجا من ورطته سوى أن يبث للأمة العربية الخبر السار: القائد عزة الدوري يوجه رسالة لكم،هكذا يدخلنا صاحب قناة الرأي سابقا وقناة الشعب حاليا في فصل جديد من فصول مهزلته الإعلامية ليضفي على الأحداث طابعا ساخرا، فنحن أمام بطل أسطوري -عزة الدوري– يعلنها ثورة حتى النصر المؤزر من اجل توحيد الأمة وتحرير القدس وإرجاع لواء الاسكندرونة وعودة الفرع اسبانيا إلى الأصل العربي طبعا بعد محو أميركا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا ورمي قوات الناتو في البحر وإعلان دولة البعث الكبرى من المحيط إلى الخليج، بالتأكيد لم يستطع مشعان أن يسأل بطله الأسطوري لماذا هرب من العراق بعد إطلاق أول رصاصة أميركية؟، فالدوري وقبله القذافي هم زعماء ملهمون في نظر مشعان الجبوري الذي يعد اليوم من مخلفات عصر صدام حيث هتف له ومن اجله كثيرا، حفاوة الجبوري بخطاب الدوري منطقية لأنها تعبر عن زمن انتشرت فيه القيم المبتذلة، والخطب والشعارات التي تتحسر على زمن مبارك وبن علي والقذافي ، وهي برأيي تشكل جزءا من تفكير عربي تمتلئ به الصحف والقنوات الفضائية تنادي بالثأر لأبطال الأمة العربية بعبارات باتت اليوم تجسد أسوأ ما في تفكيرنا، ولأنني افهم أن يكون مشعان الجبوري حريصا على دفء العلاقة مع الدوري وقبله القذافي، باعتباره واحدا من مقاولي السياسة الجدد الذين تعبت الطرق من مشاويرهم ذهابا وإيابا من اجل الحصول على المال، لكنني لا افهم بالمرة أن يبادر القضاء العراقي على تبرئة المناضل مشعان الجبوري ورد الاعتبار اليه تثمينا لموقفة الشجاع وتايده لاجراءات رئيس الوزراء نوري المالكي ضد كل من تسول له نفسه المطالبة بتوزيع الصلاحيات في الدولة العراقية ، بالامس اعاد لنا مشعان الجبوري رواية احدى قصصه المثيره ففي تصريح غريب ومثير قال الجبوري لوكالة الصحافة الفرنسية " : ذهبت بنفسي الى محكمة الجنايات المركزية طوعاً (حيث ألغيت جميع المذكرات والتهم التي رفعت ضدي، حيث عقدت أكثر من جلسة، وتمكنت من الدفاع عن نفسي وخاصة عقوبة سجني لخمسة عشر عاما وألغيت تلك الأحكام ومجموعة أخرى من التهم التي وجهت إليّ وفقا للماده الرابعة إرهاب".وأضاف: "ان المحكمة زوّدتني بكتب لضمان حركتي ومروري ورفع الحجز عن ممتلكاتي، وانا سأعود الى مكان إقامتي في بغداد مطلع الشهر المقبل، بعد انتهاء القمة العربية هكذا اذن سنتشرف بزيارة المناضل مشعان الجبوري بعد ان يغادر قادة جيبوتي وموريتانيا والصومال وجزر القمر بغداد ونجاح مهمتهم في تعزيز صفزف الامة العربية أعلم أن هناك من سيتحجج بحرية التعبير، وعدم الحجر على قرارات القضاء ، لكن فارقا هائلا هناك بين حرية الرأي وحرية اللعب بدماء الأبرياء، التي تتحول في النهاية إلى امتهان واستهانة بتضحيات العراقيين في سبيل نظام الحكم يحترم خياراتهم السياسية.إن الذاكرة العراقية لا تزال تحتفظ بصورة مشعان الجبوري مطروداً من قبل أهالي الموصل، وتحتفظ وبشكل خاص بصورة النائب مشعان وهو يهرب ملايين الدولارات المسروقة من أموال العراقيين تحت سمع وبصر الحكومة، سيقول البعض أن حالة "مشعان " هي جزء من الإسفاف السياسي الذي يتحول إلى مسخرة، إلا ان حالة العديد من سياسيينا تبدو أشبه بالمأساة حين نسمع وننظر كيف يفكرون، ونراجع العديد من تصريحاتهم التي لا تختلف كثيرا عن مضمون الخطاب الذي قدمه الثنائي مشعان والقذافي ، وإذا كان مفهوما أن تنحو ردود صاحب قناة الرأي باتجاه القذافي وبشار وأن يخرج رافعا راية نصر الزعماء التاريخيين فإن من غير المفهوم أن يرفع المناضل مشعان شعارات جديدة يؤيد فيها قرارات المالكي بشان الاقاليم وسلطة الرجل الواحد ، ويتبجح بان القضاء براءه ، بل واعتذرمنه ، اليوم نعيش مرحلة اسفاف سياسي جديد شعارها انا ومشعان على كل من يقف في طريق تنفيذ وصايا القائد الملهم ، لنجد انفسنا امام خطاب سياسي جديد اشبه يتهريج لن تجدوا له مثيلا الا في خطب ملك الملوك " القذافي " حين وصف شعبه بالجرذان ، وفي اجراءات الحكومة العراقية التي منعت الناس من العمل والسير في شوارع بغداد خلال اسبوع القمة المجيدة خوفا على ضيوفنا الكرام من الاصابة بمرض " انفلاونزا الخراب "
العمود الثامن : مشعان والمالكي وما بينهما
نشر في: 24 مارس, 2012: 08:01 م