TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > سلاما ياعراق :بين مبارك وصدام

سلاما ياعراق :بين مبارك وصدام

نشر في: 25 مارس, 2012: 07:54 م

هاشم العقابيوضعت "إستراتيجية" خاصة، تتكون من شقين، لتجنب ان "يسكمني" أي سائق تاكسي مصري  بامتداح صدام حالما يعرف باني عراقي،. فان سألني السائق من أي بلد اكون، اختار اي بلد عدا العراق. وان عرف بأني عراقي من دون أن يسأل، أضع هيد فون التلفون باذني،  بعد ان اشغل به اغنية،  الى ان اصل حيث اريد.
لكن "إستراتيجيتي" هذه يبطل مفعولها لتجنب جدل مماثل مع النخب الإعلامية والثقافية من المصريين. بعضهم، جزاهم الله خيرا، يعرفون صدام حق المعرفة فتمر الجلسة التي تجمعني بهم هانئة صافية. لكن فيهم ايضا من يشلع القلب اكثر من سواق التاكسي. واغلب الجدل مع هذا البعض يكاد ينحصر بإصرارهم على ان حسني مبارك اتعس من صدام. هذا اذا اعترف بان صدام سبب للعراقيين "شيئا" من التعاسة. كنت في آخر "لخّة"، مع نفر من تلك النخب، شبه محظوظ لاني لم اكن وحدي. فلقد كان من بين المثقفين المصرين كاتبة ترى ان الناس ظلمت حسني مبارك، رغم انها لا تنكر أخطاءه. الظلم برأيها هو مقارنته بقاتل مثل صدام. لكن الحظ كعادته لم يكتمل اذ كان بين الجالسين أكثر من شخص عراقي من المنعمين في الزمنين: ما قبل وبعد "التغيير". فيهم دبلوماسيون وموفدون وطلاب دراسات جاءوا ببعثات على حساب الدولة العراقية، يضعون أصابعهم بعين كل من ينتقد "أخو هدلة". لا تستغربوا فمثل هؤلاء كثيرون جدا. أليس منهم أعضاء في البرلمان وفي الحكومة يسرحون ويمرحون في المنطقة الخضراء وغيرها من المناطق الوردية والبنفسجية؟كان اللقاء الأخير قد حدث في مقهى نجيب محفوظ بخان الخليلي بالقاهرة. احتدم النقاش وعلت الاصوات حتى انها أفسدت على الفرقة الموسيقية التي كانت تعزف اجمل اغاني مصر التراثية في المقهى فتوقفت عن العزف . كان محبو صدام، من العراقيين الموفدين على حساب الدولة، اكثر من المصريين قسوة على مبارك، واشد منهم حماسا في تأييد ثورة 25 يناير.لم انتبه الى طاولة مجاورة تجلس حولها سيدة بصحبة زوجها، ولم اكن اعرف انهما عراقيان الا حين تدخلت السيدة بعد استئذان للرد على احد محبي صدام: والله كفر ولواكه ان تساوي صدام بمبارك. روح اسال المصريين شكد عدم منهم مبارك واسالنا شكد عدم من عدنا صاحبك؟ رد العراقي: صدام لم يعدم غير الخونة؟ أجابته بما لا اتوقعه: زين خونة وخل يعدمهم، بس ليش يتلذذ بتعذيب اهلهم بعد اعدامهم؟ سألتها المصرية: إزاي يعني؟ اجابت: ان ابن اختي القي القبض عليه من قبل مخابرات صدام في العام 1992 ولا نعلم مصيره. ظلت اختي بانتظار ابنها، وكانت تضع عشاءه على جانب كل ليلة في امل ان يعود. وحين سقط صدام في 2003 جاءها الدليل بانه قد اعدم وعرفوا مكان دفنه. تقاطر الناس عليها يعزونها. أتعرفون ماذا قلت للمعزين؟ قالت لهم: اليوم قد ارتحت فارجوكم دعوني انام بهدوء. ونامت لليلتين متواليتين. فهل فعل بكم مبارك مثل هذا الفعل؟ هز المصريون رؤؤسهم بالنفي. اما العراقي الذي جاء توا موفدا على حساب حكومتنا فقد اشتاط غضبا ورد عليها: عيب الواحد هيج يحجي على رئيس دولته؟ردت بهدوء: لكني سمعتك تشتم المالكي الذي أوفدتك حكومته ولم توفدني يا عزيزي!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram