سلام خياطمن بين ركام الأخبار المتضاربة ، وتداعيات المواقف المتذبذبة ، وكيل الإتهامات بالأرطال ، ورد الكيد بالأطنان ، إندس خبر صغير بين ثنايا الأخبار ، لم يابه به أحد ولا إستأثر بإهتمام أحد ، رغم ما حمل من عبر ودلالات تصلح لإتخاذها دروسا في المدارس والأكاديميات في عموم ما كان يسمى الوطن العربي ،
وما تمخض عنه الربيع العربي الذي غدا شتاءا حالكا لا يعرف ليله من نهاره ، ولا يتبين حابله من نابله . الخبر الذي تداولته بعض وسائل الإعلام ، عن مآل سيدة منكوبة ، منكودة الحظ،، كانت حتى الأمس القريب تلقب بسيدة مصر الأولى ، الخبر يكشف عن تردد سوزان مبارك على شقة الأسرة التي كانت تسكنها قبل حادث المنصة ، الذي أودى بحياة الرئيس السادات ، وأفرز ، بالإنتخاب او التزكية ، تسلم حسني مبارك مقاليد الحكم بمصر ،ليتربع على عرش السلطة ، يكز عليه بنواجده ، ليظل عليه مدى الحياة وليورثه لآبنه بعد عمر طويل .، شقة الأسرة في عمارة بمصر الجديدة ، يجري تأهيلها لإستقبال ما تبقى من الأسرة ،تشغل بعضا من الدور الثالث وتحوي خمس غرف في عمارة قديمة طالما إرتقى سكانها السلالم صعودا ونزولا لكثرة العطل في المصعد الوحيد المتهالك !!هكذا إذن نهاية السيدة الأولى ، التي كانت تومئ فتنفذ طلباتها في الحال ، وتصرح ، فتتصدر أحاديثها معظم مانشيتات الصحف ، ثروتها مصادرة ، أرصدتها في الخارج مجمدة ، لا سجادة حمراء لتمشي عليها ،لا حرس شرف يصطف لتحيتها ، لا وصيفة بجانبها ، لا سكرتارية تحيط بها ،لا حرس شرف يستقبلها او يودعها ، لا حراس يحومون حولها لصد الأذى ، ، لا جواهر من نفيس الماس والأحجار الكريمة ، لا سيارات ليموزين أحث طراز لتنقلها ، ، لا شئ من هذا كله ، سوى ما تبقى من رجل كان إسمه حسني مبارك ،وولد مدجج بالشهادات(العقيمة ) حلم يوما بالتربع على عرش مصر ، بتشجيعها ومباركتها . أتساءل : كيف فاتها وهي في خضم الملابسات ، -وهي الذكيةالواعية ذات الدكتوراه – إن كرسي الحكم ، ملعون ، وإنه والجالس عليه لا يعدو غير بيدق متحرك على رقعة مترجرجة ، لا يحدس المرء متى تنزلق وتكبو جيادها اللآهثة في أول عثرة ، او يتساقط جنودها دون إطلاق نار ، ولا يأمن مليكها مكر وزيره، حين يحاصره ويقول له بأدب جم : كش ملك . أرثي لسوزان مبارك المقهورة ، وهي تتكئ على ( درابزين ) السلالم المتهالكة ، وتتمثل بيتا من الشعر :: كأن كل ما كان لي ... لم يكن كل الذي كان لي .
السطور الأخيرة: شطرنج
نشر في: 25 مارس, 2012: 07:56 م