علي حسين واخير فتح الله على النائب المقرب جدا من رئيس الوزراء عزة الشابندر ليكشف لنا ان هناك اكثر من حكومة تدير البلد ، الحكومة الاولى التي شاهدنا اعضائها في البرلمان يؤدون اليمين ، والثانية التي كشفها لنا الشابندر ببصيرته والتي تشكلت خلف الكواليس حيث يحلو للبعض أن يطلق عليها حكومة المقربين من المالكي.
وتضم نخبة من الشخصيات السياسية والبرلمانية وعدد من الاحباب واصحاب الامتيازات ، هؤلاء اقسموا باغلظ الايمان انهم جنود في الدفاع عن كل قرارات رئيس الوزراء ، وإلا ما معنى أن يخرج علينا السيد عزت الشابندر في كل أزمة ليطلق واحدة من مفرقعاته التي يحاول من خلالها صرف أنظار الناس عن القضية الحقيقية وهي فشل الحكومة في أداء واجباتها، فقبل أيام اثير جدل حول عودة " المناضل " مشعان الجبوري الى سوح المعركة ، مما دفع بالناطق الرسمي للحكومة علي الدباغ بان يقول : أن " مشعان متهم بقضايا عدة وعليه مواجهة القضاء الذي سيبت في أمره " ولكننا اكتشفنا من خلال تصريح مثير للشابندر ان الدباغ لايمثل الحكومة وتصريحاته مجرد اجتهاد شخصي وان الرفيق " مشعان " بريء ومسالم ومظلوم ، فالرجل كان يناضل في سبيل خروج المحتلين الامريكان ، وما ان تنحقق له هذا الحلم العظيم حتى قرر ان يشد الرحال الى ارض الوطن ليمارس النضال على اصوله الحقة ، هكذا اذن اكتشفنا ان الدباغ قام باكبر عملية واحتيال على العراقيين حين نصب نفسه ناطقا للحكومة فيما هو ناطق لحكومة الصومال التي تسعى لتعكير صفو العلاقة بين مشعان الجبوري ورفاقة من المناضلين امثال عزة الشابندر وحتى لا تعتبر سطوري هذه مصادرة لحق البعض في إبداء آرائهم ، فإنني مع حق الشابندر او اي شابندر آخر يظهر في سوق السياسة العراقية في أن يقول ما يرغب به ولكن قبل ذلك عليه أن يبرئ ذمته أمام الناس أولا، وأمام التاريخ بأنه لم يكن احد أسباب نكستنا السياسية، وأحد الذين عزفوا على وتر حكومة المحاصصة الطائفية التي اكتشفنا فيما بعد أنها حكومة شراكة حقا ولكن ليس في تحمل المسؤوليات وانما في تقاسم الغنائم والمناصب والامتيازات . والسؤال: إذا كنا نتحدث عن عهد جديد شعاره الديمقراطية والشفافية، وإذا كنا نعتبر أننا أمام تشكيلة حكومية تم التصويت عليها في البرلمان، فلماذا يخرج علينا كل يوم أشخاص لا يمتون بصلة إلى الحكومة، لكنهم يخوضون في الشأن الحكومي معللين ذلك بعبارة تسبق أسماءهم "مقرب من المالكي"!؟ والسؤال الأهم: لماذا لم يختر السيد المالكي المقربين منه والناطقين باسمه لإشغال الحقائب الوزارية؟إن المشهد السياسي العراقي اليوم مليء بعناصر الألغاز والإثارة والتناقض، فوزراء الحكومة آثروا الصمت، فيما وزراء حكومة المقربين احتفظوا بقسمهم وولائهم لرئيس الحكومة حصرا محاولين من خلال تصريحاتهم فرض واقع سياسي يخدم مصالحهم.أزعم أن السيد "المقرب" هو النموذج السائد الآن في العراق، بمعنى أنه تعبير حقيقي عن الحالة السياسية، ومن ثم سنجد ألف ألف من "المقرب" في مجالات عديدة وليس فقط في السياسة.ولن نحتاج مجهودا كبيرا حتى نجدهم في الصحافة والاقتصاد أيضا، كما لن نجد صعوبة في العثور عليهم في دهاليز المجتمع المدني، وقد طفحت شاشات الفضائيات طوال السنوات الماضية بعدد لا بأس به من نموذج "المقرب" الذين يظهرون كلمنا احتدم الصراع على المناصب والمكاسب، لتجدنهم يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه الاقتراب من قلعة الحكومة الحصينة، أو انتقاد أدائها يذكر كاتبو سيرة نوري السعيد أشهر رئيس وزراء في تاريخ العراق، أن الرجل كان يقابل تصرفات بعض الساسة ونزقهم وتهورهم بأن يرفع يديه إلى السماء قائلا : "اللهم أشكو إليك زعاطيط السياسة"،اليوم نواجه بعضا من هؤلاء الذين اتخذوا من السياسة مهنة يتربحون من خلالها، فيما السياسة الحقيقية تخاصم تصرفاتهم وسلوكهم وكلامهم. ولا خيار امامنا اليوم سوى ان نرفع ايدينا بالدعاء على الامريكان الذين نقلوا الينا هذا الفايروس المميت المسمى " زعاطيط السياسة".
العمود الثامن: اللهم ابعد عنا " فايروس " عزة الشابندر
نشر في: 25 مارس, 2012: 07:57 م