أربيل/ المدى
لقاء رئيسي العراق والإقليم أثمر عن إذابة الجليد بين الحزبين الرئيسيين في الإقليم، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني "وضمِن تأييدا" قويا لجهود الرئيس طالباني من أجل جمع الأطراف السياسية العراقية وحلحلة الأزمة وربما الانطلاق نحو المؤتمر الوطني الذي يعتبره البعض منطلقا للتقدم خطوة إلى الأمام فيما تشترط بعض القوى انعقاده بالتزامات سابقة وسقوف زمنية وضمانات ، وقالت صحيفة هولير الصادرة في الإقليم عقب الاجتماع حسب مصادرها إن وجهات نظر الرئيسين كانت متماثلة بخصوص المحاور التي ناقشاها في اللقاء. وكانت الاجتماعات قد انقطعت بين الزعيمين الكرديين اثر فشل الجهود التي بذلها التحالف الكردستاني والقائمة العراقية لسحب الثقة عن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وسفر الرئيس طالباني إلى ألمانيا لتلقي العلاج ومكوثه هناك لأكثر من شهرين.
وبحسب بيان لديوان رئاسة إقليم كردستان العراق عقب الاجتماع الذي جمع الطرفين ، فان الاجتماع سلط الضوء على مجموعة قضايا متعلقة بالشأنين العراقي والكردستاني. وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان الدكتور فؤاد حسين في تصريح صحفي ان الاجتماع تركز على المسائل المتعلقة بالوضع العراقي العام والكردستاني وتم التاكيد على وحدة الصف الكردي. واشار حسين الى ان الحزبين المتحالفين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني سيعقدان خلال الأيام المقبلة اجتماعات أخرى.
وحول موقف إقليم كردستان من قيام رئيس الوزراء العراقي بعقد صفات لشراء الأسلحة للجيش العراقي، قال حسين نحن نفهم إن هناك جيشا عراقيا بحاجة الى أسلحة ولكن مسألة توقيت شراء هذه الأسلحة بينما الاقتصاد العراقي بحاجة الى الاستثمار وخاصة دعم الشباب ليكون هناك فسحة للعمل ودعم الاستثمار في الخدمات فالأوليات هنا خاطئة إذ يجب أن تكون لبناء الاقتصاد العراقي وتقديم الخدمات للمواطنين. أعلنت كتلة التحالف الكردستاني، أن الرئيس جلال طالباني سيبدأ تحركاً «حاسماً» لجمع قادة الكتل لتفكيك الأزمة السياسية.
وقال القيادي في التحالف حسن جهاد في تصريح لصحيفة الحياة اللندنية إن "الرئيس طالباني كشف قبيل مغادرته إلى إقليم كردستان للقاء القادة الكرد، أن شروط الكتل لحضور المؤتمر الوطني ليست تعجيزية ويمكن تحقيقها". وأشار إلى أن زعيم ائتلاف العراقية إياد علاوي أبدى استعداده لحضور المؤتمر إذا تحققت ثلاثة مطالب هي "التعهد بتنفيذ اتفاق أربيل وحل مشكلة السجناء السياسيين وحسم قانون المحكمة الاتحادية". ونقل جهاد عن رئيس الجمهورية قوله إن "المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة وسأبذل قصارى جهدي لحلحلة ما يمكن من مشكلات والتفاؤل مصدره الاجتماعات الأخيرة مع قادة الكتل التي كانت إيجابية". وأوضح أن "طالباني اجتمع مع كتلة التحالف الكردستاني وشرح تفاصيل اجتماعاته الأخيرة وتوجه إلى أربيل للقاء رئيس الإقليم مسعود بارزاني".
وسيعود إلى بغداد قريباً وسيشهد الأسبوع الحالي خطوات عملية حاسمة لحل الأزمة ليس بالضرورة في المؤتمر الوطني بل هناك أفكار لحلها عن طريق لقاءات ثنائية أو ثلاثية بين القادة إذا تطلّب الأمر".
الى ذلك يؤكد المحلل السياسي والصحفي الكردي هيوا محمود عثمان، أهمية استئناف الاجتماعات بين طالباني وبارزاني لإزالة المخاوف الكردية من وجود خلافات بينهما. وأضاف عثمان أن الاجتماع كان مهما لإذابة ما يسمى بالجليد بين الزعمين ودعم الحركة السياسية في كردستاني، فالتنسيق بين الرئيسين مهم جدا حيث كان هناك تخوف كردي من التباعد بين الزعمين ولكن اعتقد ان هذا الاجتماع الخطوة الاولى في توحيد المواقف مرة اخرى.
كما لفت عثمان الى انه في ظل التطورات الاخيرة التي حصلت في العراق وبالاخص قيام رئيس الوزراء العراقي بابرام صفقات شراء الاسلحة مع روسيا وجمهورية التشيك، فان الطرف الكردي بحاجة الى توحد اكثر في المواقف بين كل الأطراف، مشيرا الى انه في ظل ما رأيناه من رغبة لدى رئيس الوزراء العراقي في عسكرة العراق مرة أخرى ، خاصة وان جميع الاسلحة التي تعاقد عليها هي أسلحة هجومية وليست دفاعية. وشدد المحلل السياسي الكردي على ضرورة توحيد المواقف الكردية ليس فقط على مستوى الزعيمين البارزاني والطالباني وإنما على مستوى من هم في الحكومة الكردية ومن هم في خارج الحكومة كحركة التغيير المعارضة والحركات الأخرى المعارضة.
وتفاقمت الخلافات بين بغداد وأربيل خلال الأشهر القليلة الماضية بشأن ملفات عالقة تتعلق بالخلافات بإدارة الثروة النفطية ومناطق متنازع عليها، إضافة إلى ميزانية البيشمركة، ناهيك عن توجيه الإقليم أكثر من مرة انتقادات لاذعة إلى المالكي واتهمه بالسعي للاستئثار بالسلطة.