 بابل / إقبال محمدتعد محافظة بابل من المحافظات التي عانت الحرمان والمظلومية في عهد النظام المباد من حيث الخدمات والمشاريع، بالرغم من أهميتها التاريخية لوجود عشرات المواقع الآثارية فيها، إلا أن هذه المحرومية بدأت تتقلص من خلال تنفيذ عشرات المشاريع في مختلف القطاعات.
وقال محافظ بابل محمد المسعودي في حديثه لـ"المدى": إن الخطط التنموية التي أعدتها المحافظة تهدف إلى إجراء عملية تغيير واسعة لطبيعة الخدمات المقدمة للمواطنين.وبين أنه سيتم التوسع في بناء المدارس والمراكز الصحية التخصصية، إضافة إلى بناء خمسة مستشفيات جديدة في الأقضية والنواحي، ومستشفى حديث في الحلة بكلفة تزيد على 100 مليون دولار وهو عبارة عن مدينة طبية متكاملة.وأضاف المسعودي أن الجانب الجمالي للمحافظة شهد اهتماما من قبل الحكومة المحلية، إذ تم إنشاء العشرات من الحدائق والمتنزهات العامة، فضلا عن تعبيد وإكساء الشوارع الرئيسية والفرعية في أغلب الأحياء السكنية.وأشار إلى شبكات الصرف الصحي وصلت إلى الأحياء السكنية غير المخدومة في المحافظة، إضافة إلى إحالة عدد من المجمعات السكنية لتنفيذها عن طريق الاستثمار، معلنا أن هناك توجها من الحكومة الاتحادية لبناء الوحدات السكنية في المحافظة حيث اكتمل بناء 1040 شقة سكنية حديثة وهناك مشاريع سكنية كثيرة لبناء 20 ألف وحدة سكنية في الحلة ضمن مشروع الحلة الجديدة.المسعودي فصل ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية في بابل، قائلا: إن الحكومة المحلية اهتمت بالقطاع الزراعي ووزعت العشرات من منظومات الري بالرش والتنقيط، وكذلك هناك أكثر من 1000 بيت بلاستيكي يوفر الخضر للمواطنين.وذكر أن المحافظة أعدت خلال عامي 2010 - 2011 خططا طموحة، إذ بلغت المشاريع التي تم إحالتها خلال عام 2010 نحو 90 مشروعا، وفي العام 2011 بلغت 89 مشروعا في مختلف القطاعات.وتابع بالقول: إن الحكومة الاتحادية وافقت على إنشاء شبكة مجار حديثة بكلفة 400 مليار دينار تغطي عموم مدينة الحلة.وأكد المسعودي أن هناك اهتماما كبيرا من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية بمدينة بابل الأثرية وإعادتها إلى لائحة التراث العالمي، مبينا "قمنا بزيارات عدة بهذا الخصوص والتقينا بالمنظمة الدولية للثقافة اليونسكو وقدمنا لهم مقترحات بهذا الشأن".وأعلن أنه وبدعم من الحكومة الاتحادية تقرر جعل بابل عاصمة للثقافة التاريخية وسيتم تأهيل وترميم قصر بابل وجعله متحفا متميزا لهذه المدينة العريقة، مشيرا إلى أن العمل مستمر لإنشاء مشروع متحف مدينة الحلة المعاصر الذي يضم تراث مدينة الحلة.المحافظ أفاد بأن عددا من المجسرات نفذت في المحافظة، منها ثلاثة مجسرات في مدينة الحلة، إضافة إلى تنفيذ مجسر في ناحية الإسكندرية، وهنالك خطة في موازنة عام 2012 تشمل تنفيذ ثلاثة مجسرات أخرى داخل مدينة الحلة لفك الاختناقات المرورية داخل المدينة، إلى جانب فتح شوارع حولية وشوارع رابطة وعدم استخدام الشوارع الداخلية، مضيفا أنه سيتم ربط المحافظات المجاورة عن طريق وضع شريان حيوي للطرق.وقال: إنه تمت المباشرة بتأهيل وإنشاء مباني الدوائر الحكومية التي كانت في غالبيتها مستأجرة من القطاع الخاص وفق تصاميم حديثة.وبين المسعودي أن الخطط الموضوعة لتنفيذ المشاريع في أقضية ونواحي المحافظة تكون على ضوء الكثافة السكانية، حيث توزع التخصيصات المالية ويتم توزيعها على القطاعات المختلفة مثل التربية والبلديات والطرق والصحة من خلال رؤساء الوحدات الإدارية والمجالس البلدية على الرغم من قلة التخصيصات التي تحتاجها تلك الأقضية.وأكد المسعودي أن المحافظة تسعى لتنفيذ ثلاثة مجمعات لتصفية الماء سعة 6000 م3/ساعة، إضافة إلى تنفيذ مجمعات ماء سعة 500م3/ساعة بدلا عن السابقة التي كانت سعة 100م3- 200م3، للقضاء على شحة المياه.وفي قطاع الطاقة الكهربائية، أوضح ان هنالك ثلاث دوائر تعمل ضمن دائرة كهرباء بابل بهدف إيصال الطاقة الكهربائية إلى الأحياء السكنية، مضيفا أنه من المقرر افتتاح محطة أبو غرق الغازية بطاقة 250 ميكا واط خلال شهر حزيران المقبل.وبشأن مشاريع نقل الطاقة، قال المسعودي: إن الحكومة المحلية بادرت بإنشاء محطات ثانوية لتحسين واقع الكهرباء في المحافظة، موضحا أن هنالك مشاريع ضخمة وكبيرة منها مشروع مد خط 100كم الذي يربط قضاء المسيب بقضاء الهاشمية.كما أعلن أن هنالك حملة كبيرة لشراء محولات وأسلاك لتنفيذها بطريقة التنفيذ المباشر من أجل الارتقاء في تنفيذ مشاريع الكهرباء.وأفاد المسعودي بأن مجلس المحافظة أقر الخطة النهائية للعام الحالي بمبلغ 500 مليار دينار ورفعها إلى وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي من أجل إقرارها بشكل نهائي، وقد تركزت المشاريع ضمن الخطة على بناء مشاريع في قطاع البلدية والماء والتربية والصحة وغيرها.من جانبه، بين رئيس لجنة الإعمار في مجلس المحافظة المهندس حامد الملي في حديثه لـ"المدى" أن خطة المشاريع لعام 2012 من المقرر توزيع مبالغها بين القطاعات والوحدات الإدارية حسب النسب السكانية وبحسب المشاريع التي أعدت من قبل مجالس الأقضية والنواحي وبالتشاور مع الدوائر المستفيدة وديوان المحافظة وأعضاء مجلس المحافظة.وأشار