 الناصرية / حسين العامللم ترث من الحقب الماضية سوى الخراب ومساحة شاسعة تعادل خمس مساحتها من الأهوار المجففة، تلك هي ذي قار المدينة الجنوبية التي شهدت تنفيذ أكثر من 1000 مشروع خدمي وتنموي منذ العام 2003 وحتى العام الحالي.
ويقول محافظ ذي قار السابق عزيز كاظم علون العكيلي وهو يتحدث لـ"المدى" عن أبرز ما شهدته المحافظة من تطورات خلال الأعوام الأولى عقب تغيير النظام المباد: إن "الأمر لم يكن هيناً لكن مع هذا عقدنا العزم على إعادة الإعمار وتأهيل البنى التحتية المدمرة".rnوبين أن الخطوة الأساسية كانت تتمثل بتعزيز الاستقرار وإعادة الحياة لمناطق الأهوار والمدن المتاخمة لها، وإعادة توطين النازحين والمهجرين من تلك المناطق التي عمد النظام المباد إلى تجفيفها منتصف تسعينات القرن الماضي.وأضاف "تمكنا وخلال السنوات الخمس الأولى التي أعقبت التغيير من بناء وتأهيل أكثر من 350 مدرسة أغلبها في المناطق الريفية والقرى المتاخمة للأهوار، إضافة إلى تنفيذ أكثر من 100 مشروع ماء وربط المدن والقرى بمئات الكيلو مترات من الطرق المبلطة، لاسيما الطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي الناصرية والجبايش التي تعد مركز أهوار الناصرية.وتابع العكيلي بالقول: إن مشروع شارع النبي إبراهيم الذي تم تنفيذه أسهم بتخفيف حدة الاختناقات المرورية في المحافظة وأتاح العديد من الفرص الاستثمارية المستقبلية حيث تتضمن مخططات المشروع إنشاء 28 عمارة ومجمعا تجاريا.واستطرد محافظ ذي قار السابق والذي يشغل حاليا أحد مقاعد البرلمان ممثلا عن محافظة ذي قار: "كما تمت المباشرة في تلك الفترة بإنشاء وتنفيذ 16 موقعاً في المدينة الجامعية، فضلا عن تأهيل وزيادة السعة السريرية لمستشفيات سوق الشيوخ والرفاعي، والمباشرة بإنشاء مستشفى في قضاء الجبايش.وذكر أنه تم تنفيذ مشروع مركز جراحة القلب وتجهيز المؤسسات الصحية والطبية بأحدث الأجهزة المتطورة، فضلا عن إنشاء 84 مركزا صحيا نموذجيا ومراكز تخصصية أخرى لمعالجة أمراض السكر والغدد الصماء وطب الأسنان.وأوضح أن قطاع الكهرباء الذي ما زال يواجه نقصا حادا في توليد الطاقة، شهد إنشاء 15 محطة كهرباء ثانوية سعة (33/11 KV) بعد أن كانت المحافظة بكاملها تعتمد طيلة العقود الماضية على محطتين فقط لتغذية الأحياء والمناطق السكنية بالكهرباء.وأضاف العكيلي أنه تم إنشاء محطة أخرى سعة (132 KV) لتغذية مناطق الأهوار بالطاقة الكهربائية، مضيفا أن المحافظة استقدمت في تلك الفترة فرقتين زلزاليتين لاستكشاف النفط في ذي قار وكشفت نتائج المسوحات عن خزين نفطي يقدر بمليارات البراميل في مناطق متفرقة من المحافظة. أما عن المرحلة الثانية من المشاريع التي جرى تنفيذها، فقد أوضح محافظ ذي قار الحالي طالب كاظم الحسن في تصريح لـ"المدى" أن المحافظة تمكنت خلال الأعوام الثلاث الماضية من إنجاز 623 مشروعا من المشاريع التي تسلمتها من إدارة المحافظة السابقة والبالغة 661 مشروعا.وأشار إلى أن الخطة التي اعتمدتها المحافظة ابتداءً من عام 2010 ركزت على تنفيذ مشاريع كبيرة متكاملة الخدمات كالماء والمجاري والكهرباء والاتصالات وتعبيد الطرق ورصفها، في الأحياء الفقيرة، مبينا أنه تمت إحالة 25 مشروعا بكلفة 193 مليار دينار نهاية العام المذكور.وبشأن ما تحقق خلال العام 2011، أفاد الحسن بأن خطة مشاريع العام الماضي تضمنت 159 مشروعا بكلفة إجمالية تقدر بـ286 مليار دينار، وشملت المشاريع مختلف القطاعات الخدمية والتنموية والثقافية .وعن مشاريع الخطة التنموية لعام 2012، بين المحافظ طالب الحسن أن الحكومة المحلية وبعد إحالة وتنفيذ عدد من مشاريع تأهيل البنى التحتية خلال الأعوام القليلة الماضية ارتأت أن تتضمن خطة العام الحالي عددا من المشاريع الإستراتيجية المهمة التي من شأنها أن تنهض بالجانب الخدمي والترفيهي وتعكس الوجه الحضاري لمحافظة ذي قار.وأضاف أن الخطة تشتمل على أكثر من 225 مشروعا، بينها جسر الحضارات بكلفة 31 مليار دينار، ومشروع تطوير كورنيش الناصرية من الجانبين بطول 3 كم لكل جانب بكلفة 12 مليار دينار، إضافة إلى إنشاء مستشفى للولادة والأطفال سعة 100 سرير في قضاء الشطرة.وذكر أن هناك مشروعا لتطوير طريق الخط السريع بكلفة 20 مليار دينار، وتطوير مدخل الناصرية الشمالي بكلفة خمسة مليارات دينار، ومشروع خط كهرباء رئيسي (132KV ) بين الشطرة والرفاعي بكلفة 16 مليار دينار، إلى جانب مشروع المحطة الثانوية (132KV ) في قضاء سوق الشيوخ بكلفة 12 مليار دينار.واختتم الحسن حديثه بالقول: إن خطة العام تضمنت أيضا مشروع  محطات ضخ وخطوط ناقلة للماء تشمل نواحي كرمة بني سعيد والطار والعكيكة، وغير ذلك من المشاريع الخدمية والتنموية التي شملت مختلف القطاعات الرئيسية، لافتاً إلى أن مراحل إنجاز المشاريع التي تضمنتها الخطة ستمتد على مدى عامي 2012 و2013.