هاشم العقابياخيرا صار من الواضح ان الجهود التي بذلت من اجل انعقاد القمة ببغداد قد نجحت. وهي جهود تستحق الثناء ونأمل ان تتوج بنتائج تخلص العراق من عزلته العربية. لكني لمست، مثل غيري، شعورا بالأسف عند البعض سببه ان القمة الآتية ستخلو من مواقف طريفة أو ساخرة، بفعل غياب الكثير من نجوم كوميديا القمم العربية وفي مقدمتهم الكوميديان الكبير معمر القذافي.
ورغم اني كنت أشاركهم الشعور ذاته، لكني الآن متفائل بان قمة بغداد سوف لن تخلو من المضحكات كسابقاتها. وتفاؤلي هذا لم يأت من فراغ، بل لاني لم اشاهد، سابقا، مسؤولا حكوميا عراقيا بروح "بشوشة" مثلما كان عليه السيد علي الدباغ، في لقاء تلفزيوني حول القمة اجرته معه قبل ايام احدى القنوات الفضائية. بصراحة كان هذا اللقاء هو سبب تفاؤلي بحدوث أشياء ستضحكنا في قمة بغداد. والسبب هو "التطور" اللافت في لغة السيد الناطق باسم الحكومة بعد ان اصبح رئيسا للجنة الإعلامية للقمة. لغة جديدة بمفرداتها وبطريقة لفظها المصحوبة بحركات مثل تلك التي يستعملها بعض الشعراء الشعبيين حين يلقون قصائدهم في المهرجانات الحماسية. فمثلا، كان يضع يديه على رأسه حين يقول: بس خلي يجون ونخليهم على راسنا. وكان ينزلهما على عينيه حين يضيف: وابطن عينه. ثم كان يوزع كفه على عينيه بحركات "رشيقة" وهو يردد: اللي يجينه نسويله عين فراش وعين غطه. ولا ادري لماذا نسى ان يستعمل يديه للإشارة لطريقة الاكل حين قال "اكو غده" بدلا من ان يقول ستكون هناك مأدبة غداء. ذكرتني كلماته بعمي حين كان يؤكد للمعزومين في عرس ابنه: لا تنسون تره واركم "غده". ثم لم ينس الرجل حاجة الرؤساء للنوم اذ اوضح لمقدم البرنامج: اكو رؤساء يجون قبل يوم. وهذا اللي يجي قبل يوم "كود" ينام. وطبعا "كود ينام" ابلغ "ناطقية" من استعمال "يجب ان نوفر له اقامة ملائمة أو مريحة". ثم انه استعمل مفردة هزت كل اوتار الضحك في حنجرتي وأمعائي حين وصف حال الفنادق، قبل التحضيرات للقمة، بانها كانت "تايخة". و "تايخة" هذه لا اظنها خطرت حتى ببال الملا عبود الكرخي. أعتقد ان هذه المفردات هي الأكثر تداولا في الاجتماعات التحضيرية للجنة الاعلامية للمؤتمر في هذه الأيام. واذا ما تكرم علينا أعضاء اللجنة الاعلامية ورئيسها باظهارها على الهواء، بدون مونتاج أو رتوش، ايام المؤتمر فقطعا ستعوضنا عن تلك اللحظات الضاحكة التي كنا نعيشها في ايام حضور القذافي للقمم. شيء واحد قهرني به السيد الناطق هو إكثاره من التوسل بالعرب كي يحضروا قمتنا. تمنيت عليه لو أختصر ذلك بطريقة اكثر رقة ومرحا بان يغني لهم: "بس تعالوا". وان كان يخشى ان لا يفهمها الرئيس الجيبوتي أو الصومالي مثلا، فالحل بسيط جدا. ما عليه الا ان يحولها الى: "بس تئالوا"، وسيفهمون!
سلاما ياعراق : إني متفائل بالقمة
نشر في: 26 مارس, 2012: 07:25 م