علاء حسن من المتوقع جدا بل المؤكد إن العراقيين وبعد انتهاء القمة العربية بنسختها الثالثة والعشرين سيسألون عمّا حققته على الصعيد الوطني وربما الخدمي، والتساؤلات سينقلها أعضاء مجلس النواب ممثلو الشعب بعد عودتهم الميمونة من الخارج، فهم لم يتعرفوا على الأوضاع في العراق خلال أسبوع انعقاد القمة، بدءا من حظر التجوال، ومرورا بارتفاع الأسعار ثم انقطاع الاتصالات الهاتفية.
بعض النواب الذين غادروا البلاد، سيلتقون قواعدهم الشعبية في بغداد ليتعرفوا على "محنة القمة" سينقلون التساؤلات إلى قبة البرلمان لبحثها، وبعد مناقشات وجدل طويل، سيتفق الأعضاء على أن القمة، حققت نتائج ايجابية، يمكن وصفها بأنها ذات منافع كبيرة، وقد يقترح نوابنا تنظيم تظاهرة تأييد لمباركة ما أنجزه أصحاب الجلالة والسيادة والسمو. فرحة اهالي بغداد بفتح الطرق والجسور اكبر من انجازات القمة، وهذه أولى المنافع، عشرات غيرها يمكن ايجازها بان العطلة الاجبارية، دفعت الكثير من الاسر للسفر الى اقليم كردستان، ومن المنافع أيضا إن النساء اجبرن الأزواج على القيام بأعمال منزلية مثل رفع الزوالي، وتنظيف المبردة استعدادا لاستقبال الصيف الساخن، في ظل توقعات ببقاء الكهرباء على وضعها الحالي، والمنفعة الأخرى تحققت بقطع شبكة الاتصالات، فحرمت الشباب من الاتصال "بالحاتات" وخففت من أعباء الزوجات اللواتي طالما انزعجن من اتصالات "ابو فلان" والحديث بالرموز والتلميحات. ولعل ابرز منافع القمة ظهور مجموعة من المراسلين لفضائيات محلية، أعطوا دليلا واضحا على انهم يمتلكون "معلومات قيمة"، فالمراسل الذي قال إن الرئيس اللبناني المشارك في القمة ميشيل عون لأنه لا يعرف الرئيس ميشال سليمان، جعل متابعي الفضائية يتداولون هذه الطرفة عبر الفيسبوك، وخلال المؤتمرات الصحفية، استعار بعض الصحفيين أسلوب القادة العرب في إلقاء الخطب، فكانت الأسئلة أشبه بخطبة طارق بن زياد الشهيرة "العدو أمامكم" لان المراسل يريد ان يرضي صاحب فضائيته او من يمولها، وليثبت لدولة مجاورة للعراق بانه مازال متمسكا بالتوجيهات والإرشادات، وإبعاد الكاميرا عن تصوير اعلام دولة معينة، وممثليهم في اجتماع القمة.معظم الإعلاميين العرب المكلفين بتغطية القمة، طالبوا المسؤولين بتنظيم جولة داخل العاصمة بغداد، والرغبة اصطدمت بعقبة الإجراءات الأمنية، والضوابط والتعليمات والخوف على حياتهم، ففضلوا الإقامة في أماكن تواجدهم مستمتعين بخدمات الشركة التركية التي حلت بدل العراقيين للإشراف على الخدمة الفندقية مقابل مبلغ سبعة ملايين دولار. ومن منافع القمة إنها أعادت اسم "صدام" للواجهة من جديد، فبعض القصص الصحفية المنشورة في صحف خليجية تناولت مسار مواكب القادة العرب من مطار صدام إلى قصره في الرضوانية، ثم قوس النصر في ساحات الاحتفالات فالوصول إلى القصر الجمهوري الذي يعرف اليوم باسم "القصر الحكومي"، والقصص توحي بشكل أو بآخر بان صورة صدام راسخة في الذاكرة العربية، حتى لو عقدت القمة في بغداد شهريا، لتحقق للعراقيين المزيد من المنافع.
نص ردن: منافع القمة
نشر في: 30 مارس, 2012: 08:02 م