بغداد/ المدى أجبرت العطلة الطويلة التي فرضتها الحكومة العراقية بسبب أعمال القمة العربية في بغداد الصحف العراقية على التوقف عن الصدور خلال الأسبوع المنصرم. وشمل التوقف الصحف الحكومية، والحزبية، والأهلية بلا استثناء. ويبرر صحفيون توقف الصحف العراقية في المناسبات والعطل الكثيرة في بلادهم بسبب عدم وجود شركة توزيع وطنية تأخذ على عاتقها مهمة توزيع الصحف العراقية، ويتولى عادة تجار في مزاد علني ببغداد مسألة توزيع الصحف العراقية.
ويرى صحفيون عراقيون أن الموضوع له صلة بتردي الحال العراقي في مختلف مفاصله. يقول الصحفي والشاعر العراقي يحيى البطاط بهذا الخصوص: "الوضع مؤلم،.. لا ترقعه الشتائم على الحكومة ولا على رئيسها ولا العتب على نقابة الصحافيين... لا يرقعه سوى العار... أصبحت على يقين أن هذا المالكي وحكومته ليسوا فقط أسوأ من حكم العراق، بل هم أذلوا ومسخوا معنى العراق،... ويبدو أن لا معنى لشيء اسمه العراق في رؤوسهم المريضة".أما الصحافي هافال زاخويي فيقول: "مغنية الحي لا تطرب... هؤلاء كانوا لا يصدقون أن تلتقي بهم أتفه صحيفة قبل عشر سنوات لكنهم الآن تبطروا بعد أن غدوا مسؤولين... هذه الحالة رأيناها أولاً في إقليمنا، إقليم كردستان، وتعودنا على هذا الشيء. فالمسؤولون في الإقليم لا يصدقون أن يلتقي بهم صحفي من الدرجة العاشرة في صحيفة عربية او أجنبية في حين يتركون الصحفي المحلي الوطني وراء الأبواب مهاناً... والآن بغداد تشهد التفاهة نفسها... أنها تفاهة المسؤولين أمام الصحفيين والإعلاميين... فقد تم منح تراخيص العمل للصحفيين "اللوكيين"... أما "الصباح" فهي الآن ناطقة باسم الحكومة التي تستحوذ عليها... لم تعد صحيفة دولة أبداً... إن لم يكن الأمر كذلك فمن يغير رؤساء تحريرها؟ إنها لعبة بيد الحكومة... هيئة الأمناء... مدير عام الشبكة... وووو هؤلاء في جيب الحكومة ومن المخجل أن يتحدثوا عن الاستقلالية".ويرى سمير النشمي أن "كثيراً من هذه الصحف لا تنبض بنبض الشارع العراقي، وهي إذا ما نبضت فإنما تستغل هذا النبض لصالحها، كما أنّ الصورة الظاهرة والكلام المسموع المباشر أبلغ في التعبير من حشو الكلمات على أوراق الصحف بحيث يحتاج القارئ إلى مترجم يترجم له ما كتبه هذا الصحفي أو ذلك". وفي سياق متصل، يقول قيس قاسم "الفضائية العراقية تبث تقريراً الآن ..ويبث للمرة الثالثة .. يعرّف رئيس لبنان بأنه ميشيل عون !!بدلاً من ميشيل سليمان ..والمراسل يسمي وزير الخارجية اليمني أبو بكر القرني !! بدلاً من القربي ..يتحدث عن المنصف المرزوقي فتظهر صورة مصطفى عبد الجليل"!!ويضيف موضحا "السبب في هذا الأداء هو تسليم مقدرات الإعلام الحكومي إلى إعلاميين"نص ردن " بلا ردن أصلاً ...هل سنصادف من يلومنا حين ننتقد الإعلام الحكومي؟ ...يعني إريتريا لديها محطة فضائية يمكن للإنسان أن يشاهد منها دقائق محترمة..ما هذا القرف؟ وفوق هذا وذاك تعطى العراقية الحق الحصري في كل شيء وتقدم على الفضائيات الأخرى".
لماذا غابت الصحف العراقية عن القمة العربية؟
نشر في: 30 مارس, 2012: 08:22 م