سلام خياط إلى الزميل القديم : ح . ع . ولكل الخادعين والمخدوعين .مذ صارت المعرفة مدعاة للعطش ، غدت كل خطوة تبعدنا عن الإرتواء وتقودنا لعطش جديد. نتسابق للري ، وما ندري أي الآبار عذبة مياهها ، وأي المنابع مذاقها الملح الأجاج ،قال المجربون وإدعينا الصمم : : مجنون من يحرث في البحر ،مغفل من ينتظر كمثرى من عوسجة، ،قالوا :ساذج من يزرع في أرض سبخة، غبي من يتوقع شذى الياسمين من زهور الدفلى، قالو: أرعن من يبحر ساعة هبوب الريح وإقتراب نذر العاصفة . ملعون من يصدق كل ما يسمع وما يقرأ.
ونحن .. نحن الذين طرقنا أبواب الأبجدية باكرا، ورضعنا الحيرة مع حليب الأمهات ،، نحن الذين عببنا من إنهار الغربة ولم نرتو، وتقاذفتنا حسرة المكبل يتوق للطيران ، وراودتنا أحلام المقيد يهفو لنسمة حرية .. نحن الذين إرتضينا – طوعا أو كرها –اصطناع العمى عما جرى ، وادعينا الصمم عما يجري .. كيف لا نموت كمدا ساعة آكتشفنا ، إن كل حرثنا كان في البحر ، وإننا إنتظرنا العوسج أن يثمر عنبا وكمثرى ،، وإننا نثرنا كل بذورنا في أرض سبخة ، وتوسمنا إريج الياسمين في زهور الدفلى، نحن الذين غادرنا ساعة صرير الريح ، وعدنا إثر هرير العاصفة.. نحن، كيف لا نموت كمدا وقارب الحلم بوطن بحجم مجرة، مديد بوسع بؤبؤ العين .يخرق عمدا ويتمزق شراعه بأيدي الأبناء ؟ كيف لا نموت حسرة والربابنة الذين وعدونا ، تعبوا قبل صياح الديك ، وباعونا بحفنة شعير قبل موسم الصيهود ؟ وآثروا الراحة وإستسلموا للقضاء والقدر ، وإرتضوا الدخول من باب الممكن الواطئ، بعدما منونا بتطويع المستحيل ؟تدري وأدري ، إن باب الممكن واطئ السقف ، بثمن بخس تلج ، بإنحناة قامة او هامة يمكنك الدخول، بإغماضة عين او غض طرف تتفتح لك الأبواب، فلا تنس وأنت تهم بالدخول من الباب الواطئ، أن تتمعن في اللآفتة المفروشة على العتبة:: ويل للداخلين ، ويل للذين تنكروا لحليب الأمهات ، ويل لمن باع ببخس وإشترى ببخس ، ويل لمن دخلوا محنيي الهامات ، وألف ويل للخارجين مطأطئي الرؤوس .
السطور الأخيرة :ويل للمصلين
نشر في: 30 مارس, 2012: 08:50 م