TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قناديل: أنشودة ألاباما: غاتسبي العظيم وانهيار الحلم

قناديل: أنشودة ألاباما: غاتسبي العظيم وانهيار الحلم

نشر في: 31 مارس, 2012: 08:31 م

 لطفية الدليمي2 لقد أقسم أن يصبح مشهورا في غضون ستة أشهر وأن يعود إلى مدينته مغطى بالدولارات)، هذه عبارة ترددها زيلدا في رواية (أنشودة ألاباما) لتظهر لنا مدى استخفاف  فيتزجيرالد  بالقيم الفنية والاجتماعية السائدة من اجل الشهرة والمال وحرصه على بلوغهما  مهما كلفه الأمر لينفق على حياتهما المترفة،
 فقد شكل  الزوجان  ثنائيا شرها إلى  ارتشاف  ملذات الحياة الاستهلاكية  التي قام عليها الحلم الأميركي،  فكلاهما كان يعشق  الملابس الفخمة والمجوهرات الثمينة والظهور في الإعلانات والانتشار كظاهرة لنجومية اجتماعية كاسحة ، يمتزج فيها الوهم بالحقيقة ويتشابك فيها الحلم  بالوقائع وهي الحالة الضبابية التي عاش فيها الاثنان  طوال حياتهما، فكانا يصطدمان غالبا بالسقوط في هوة   اليأس عند تبدد تلك الأوهام.. تصف الكاتبة الإيرانية (آزر نفيسي) في كتابها (أن تقرأ لوليتا في طهران)  رواية (غاتسبي العظيم)  بأنها رواية ضياع الأحلام  ،  وتقدم استعادة لتفسيرات فيتزجيرالد  للرواية إذ يقول (إن هذه هي الفكرة الرئيسية للرواية : "ضياع  الأوهام"  تلك الأوهام التي تلون العالم حتى لا يعود المرء يبالي ما إذا كانت الأشياء حقيقة أم خيالا، طالما أنها تنضح بذلك الألق السحري).  تذكر نفيسي ذلك في سياق إجراء محاكمة في صف  الأدب الانكليزي لرواية (غاتسبي العظيم)  التي أثار الطلبة الإسلاميون  المتشددون ضجة حولها واعترضوا على تدريسها لأنها تمثل انحلال المجتمعات الغربية فأعلنت لطلبتها أن بإمكانهم إجراء محاكمة  للرواية طالما تعيش البلاد سلسلة محاكمات للأساتذة والكتاب والمفكرين المتهمين بـ( الغربنة) ..  تظهر شخصية زيلدا في رواية (أنشودة ألاباما) كمجنونة مهووسة   يقوم سكوت بحبسها في منزل خالٍ لمدة ثلاثة أشهر تراقبها الطباخة وتفتح باب غرفتها صباحا ويقوم  البستاني  بإغلاقها مساء وكانت في حبسها الجنوني تكتب وتكتب إلى مالا نهاية – يوميات وهلوسات وحوارات  –  وكان سكوت يقرأ ما تكتبه فور مغادرتها للتمشي على البحر مع حراسها فينقل  تعابيرها الخاصة ونصوصها وأحيانا حواراتها المختلفة وتقول زيلدا (إنه كان يستولي على صفحات وصفحات ويرسلها  دون علمها إلى صحف نيويورك للتكسب فقط). وفي جنونها الجامح وكتمثيل واقعي لبعض أحداث (غاتسبي العظيم) تقيم زيلدا علاقة مع طيار فرنسي وتدمن المورفين وتعالج في المصحات العقلية، فيبلغها سكوت بأنها لم تعد أماً صالحة  لحضانة ابنتهما، ولابد أن تتنازل عن حقوقها الامومية وتنهار زيلدا وتعاد  إلى المستشفى وتصاب بداء السكر وتمر بنوبات إغماء طويلة.. تتحدث زيلدا عن الكتابة عبر انهيار عالمها وزواجها (ولأن العالم كان يهوي بنا يقولون إن سكوت بدأ يشيخ ويتضخم - كتاباته تسري في جسده ورواياته قليلة جدا ونصوصه التي يكتبها هي من اجل المال فقط -  وبالتبعية  كانت كتبه تجتاح جسدي أيضا، فالكتابة من اجل الآخرين تشبه حوارا نجريه مع الذات أولاً (....) ولكن لا - الكتابة والدخول مباشرة إلى الأشياء الجادة هو الجحيم المباشر لإدامة المعاناة مع الاستمتاع أحياناً تحت ضغط يصل إلى ألف فولت) اخبرها احدهم أنها السبب في عدم قدرته على الكتابة لأنها لم تعد تدعمه فقالت : مرضت منذ عامين فقط وسكوت بدأ كتابة روايته منذ عشر سنوات ولم يفلح في انجازها) وكانت قد هجرت الكتابة وانهمكت بالرسم في الفترة الأخيرة من حجزها في مستشفيات الأمراض العقلية وبدأت تنفق على الأسرة من فنها، عندما لم يعد احد يشتري كتب سكوت فيتزجيرالد ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

جلسة "القوانين الجدلية" تحت مطرقة الاتحادية.. نواب "غاضبون": لم يكن هناك تصويت!

القانونية النيابية تكشف عن الفئات غير مشمولة بتعديل قانون العفو العام

نيمار يطلب الرحيل عن الهلال السعودي

إنهاء تكليف رئيس هيئة الكمارك (وثيقة)

الخنجر: سنعيد نازحي جرف الصخر والعوجة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram