 بغداد/ المدىقالت الزوجة الشابة لقاضي الأحوال الشخصية ... اسمح لي يا سيدي القاضي بأن أتحدث أولاً وعلى سمع منه وبعدها فليقل ما يشاء ... زوجي هو ابن عمي وهو وحيد لأبويه فما أن خطبني والده الذي هو عمي حتى وافق أبي دون قيد أو شرط ، ودون أن يأخذ رأيي ، وقد مضى على زواجنا أكثر من عام ، لم أذق خلالها يوما من الراحة معه ، لان أمه تخاف عليه من كل شيء حتى نسمة الهواء كونه وحيدها ، حتى أنا زوجته وابنة عمه تخاف عليه مني ، تستيقظ كل ليلة بعد أن ينام الجميع وتفتح علينا باب الغرفة ...
 غرفة نومنا وتلقي نظرة على ولدها وتغطية جيدا ثم تنصرف ... يذهب في الصباح إلى دائرته ويعود ليجد أمه بالباب تنتظره وتصحبه إلى غرفتها ، ثم يأتي بعدها ليخلع ثيابه في غرفتي دون أن يسلم علي أو أن يبتسم أو أن يشير إلي بيده ... ثم احضر له وجبة الطعام ... ويعاملني بغلظة وجفاء بحضور والديه وعندما نعود إلى غرفتنا تتغير طبيعته ويعاملني بلطف ، وقد تعودت هذا منه ولم اعد أبالي بمعاملته الزائدة لأمه وأبيه على حساب قسوته في تعامله معي ... إن أمه تعلمه أن يكون صارما معي كي يبقى مسيطرا علي حسب اعتقادها ، وهذا ايضا تجاوزته لان أمه وأباه لن يعيشا معنا أكثر من عمرنا ، له أصدقاء وأقارب من الأهل كانوا يأتون إلينا يوميا تقريبا ، لان أمه لا تحب منه أن يسهر خارج البيت ، إنهم يسهرون معه ويمضون الليل لعب ومشاهد لعبة "الاتاري" والفضائيات أو في الأحاديث والنكات التي يلهو بها الشاب ولا اخفي عليكم أننا نعيش في بيت مستأجر مؤلف من غرفتين ومطبخ وغرفه لأمه وأبيه وأخرى لي وله ولا يكون السهر إلا في غرفتنا وأبقى في الغرفة الأخرى حتى ينام الأب والأم ... ثم ارحل إلى غرفتي وانظر إليه مستفسرة إلى متى سيبقى هؤلاء؟ فيقول لي: نامي هناك على السرير هؤلاء ليسوا غرباء إنهم أقرباء فلا تخشين شيئا ... وكيف أنام وأتمدد أمامهم ... فأبقى جالسة وهم مستمرون في سهرهم وضحكهم حتى يأخذ الليل بعضه ولا يأخذون بعضهم ويرحلون ... أيرضى رجل مسلم لزوجته مثل هذه الأعمال ؟ أيرضى ابن عم لابنة عمه هذا ؟ فصاح الزوج فيها بعصبية ... اخرسي إنكِ تكذبين احلف أمامك أيها القاضي أن هذا لم يحصل ... هي تكره أمي وأنا أحب أمي أكثر من أي إنسانة في الوجود ... ما قالته عن سهري المتواصل مع أصحابي وأقاربي ليس في مقدورها منعي من هذا إن لم ترض بالعيش معي على هذه الصورة فإني مستعد للطلاق حتى وان كانت ابنة عمي ... أنا شاب وحيد وأريد ان أتمتع بشبابي ! بعد أن توقف الزوج عن كلامه ... بدأ القاضي يرد عليه قائلا : أنت شاب في بداية حياتك وما زلت غرا في أمور الحياة ، وأظنك غير مكترث أو مهتم بالأسرة التي تبنيها مع زوجتك ، فقد يأتيك أولاد كثيرون وستفرح أمك وسيفرح أبوك بأولادكما ، وكما أرى لا تطلب زوجتك منك الإساءة إليها بل تشجعك وأنا أشجعك أيضا على برهما، وأظن أن تجارب الحياة لم تصنع منك رجلا ... لأنك تقبل على زوجتك أن تنام في سريرها على مرأى من أصدقائك ، أنا لا اتهمك بشيء بل أقول انك ما زلت بريئا براءة الأطفال ... أنت مسلم والمسلم مفروض عليه صيانة عرضه ... ليس من أخلاق المسلم أن يجمع ثلة من أصحابه في غرفة نوم زوجته ... غيرة الرجل إيمان ... ترى لو طلقت ابنة عمك هذه ، أتظن الزوجة الجديدة ستكون متسامحة معك؟ وابنة عمك هذه تغار على شرفها وعفتها وتريد منك أن تحافظ عليها محافظة الرجال ... ما رأيك أن تعاهدني على أن تبدأ صفحة جديدة مع ابنة عمك وتفتح عينيك ، وتفهم الحياة على حقيقتها ، عسى أن ترزقا بولد تنظران من خلاله الى حلاوة الحياة التي تقوم على المحبة والتفاهم ... فقال الزوج : أعدك أيها القاضي لكن على شرط أن تعود إلى بيتي دون أن أرسل لها أحدا كما خرجت وحدها تعود وحدها فقد ذهبت إلى بيت أهلها دون إذن مني ... والتفت القاضي الى الزوجة وقال لها : ما رأيك بقول زوجك هل تعودين الى بيت زوجك عسى أن يهب الله لكما الولد والذرية الصالحة ... هزت رأسها الفتاة مبتسمة وقالت : إنني مستعدة لتنفيذ ما تطلب مني سيدي ... فهو ابن عمي وزوجي ولكن سامحه الله لا يعرف نفسيات الرجال ولا خبرة عنده بالنساء ... وأرجو ان يكون قد وعي ما قلته!