TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > في الحدث: شكراً لحاخامات ناطوري كارتا

في الحدث: شكراً لحاخامات ناطوري كارتا

نشر في: 1 إبريل, 2012: 07:44 م

 حازم مبيضينمن بين كل المشاركين في مسيرة القدس العالمية الشعبية الحاشدة, بمناسبة يوم الأرض التي انطلقت في عدد من دول العالم، إحياء لذكرى يوم الأرض الفلسطينية, وشارك فيها نشطاء سلام ومتضامنون من أكثر من 80 دولة من مختلف القارات, نتوقف عند مشاركة أربعة من رجال الدين اليهود, ينتمون لحركة" ناطوري كارتا" المناهضة لإسرائيل ,
 وقد شاركوا في المسيرة تحت لافتة ( اليهودية تطالب بالحرية للقدس وكل فلسطين )، معتبرين أن مشاركتهم تأتي لدعم الفلسطينيين ومن أجل تأكيد أن اليهودية تختلف عن الصهيونية التي يقفون ضدها , ونتجاوز حادثة تعرض الحاخامات للمضايقة من بعض المشاركين الذين لم يتفهموا البعد المعنوي لمشاركتهم, والذين بالتأكيد لا يعرفون شيئاً عن حركة ناطوري كارتا , ولا عن نشاطاتها المعادية للصهيونية , ورفضها لقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين . لسنا هنا بصدد الحديث عن القناعات الدينية التي يحملها أبناء هذه المنظمة, وهي تحرم قيام دولة لليهود , باعتبار أن ذلك يعتبر تحدياً للإرادة الإلهية, لأن اليهود طردوا من فلسطين بسبب خطاياهم , ويؤكدون أن الصهيونية لا تمثل استمراراً للتراث الديني اليهودي , بقدر ما هي انسلاخ عن ذلك التراث , وهي من أخطر المؤامرات شيطانية ضد الديانة اليهودية, التي يؤكدون أنها تبغض سفك الدماء , مثلما يؤكدون أن عقيدتهم تحض على عدم المشاركة في السلطة الدنيوية,  ورفض حمل السلاح , وهم يطالبون اليهود بترك الحديث باللغة العبرية, وقصر استخدامها على الشؤون الدينية والصلوات, بعكس الصهيونية التي جعلتها لغة الحديث اليومية, واللغة الرسمية للدولة. مهم أن يعرف الذين تهجموا على الحاخامات اليهود في المسيرة, أن أبناء هذه الطائفة,  وإن كانوا متدينين يتجهون بعواطفهم وقلوبهم إلى ما يعتقدونه أرض الميعاد المقدسة ، فانهم يؤكدون أن لا علاقة لصلواتهم بالصهيونية, أو بفكرة العودة التي تتبناها, وهم حتى اليوم يرفضون زيارة الحائط الغربي " المبكى " , ويتهمون الصهيونية بمعاداة اليهود، لأنها تطالبهم بالولاء لها وحدها, و ليس للدول التي يعيشون فيها، وهم وحدهم من بين اليهود, يتهمون الصهيونية بالتعاون مع النازيين, للقضاء على يهود شرق أوروبا, باعتبار أن هؤلاء كانوا القاعدة العريضة التي يستند إليها رفض الفكرة الصهيونية على مستوى جماهيري, وكان ممكناً لهم سحب أية شرعية تمثيلية منها.مفيد التذكير أنه غداة إعلان قيام اسرائيل عام 48 , قامت هذه الطائفة بإرسال رسالة الى الأمم المتحدة, ترفض فيها قرار قيام هذه الدولة, وبلغ الأمر ببعض أعضائها الإعلان بصراحة عن رغبتهم في العيش تحت الحكم الاردني , وهم لا يعترفون بالدولة الصهيونية حتى الوقت الحاضر ، ويقوم أعضاؤها بتنكيس الأعلام والصيام في يوم إعلان تأسيسها, ويواظبون على تنظيم المظاهرات والاحتجاجات السياسية ضدها, وتتبنى هذه الجماعة موقفاً إيجابياً من منظمة التحرير الفلسطينية, وتعلن استعداد أعضائها للعيش كأقلية دينية في ظل حكومة فلسطينية تضمن حقوقها السياسية, وقد قامت بدور إيجابي فعال لصالح الفلسطينيين حين ناقشت المنظمة الدولية فكرة أن الصهيونية حركة عنصرية, وهم على قناعة مطلقة بأنه لن يكون هناك سلام في العالم إلا بزوال دولة الكيان الصهيوني. وللذين هاجموا حاخامات الناطوري كارتا, نؤشر أن هذه الجماعة أصدرت في الذكرى الثالثة والخمسين للنكبة بياناً قالت فيه, نعم لعودة البلاد المقدسة بالكامل إلى الشعب الفلسطيني, ولإعادة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم الأصلي والشرعي, وأقامت الصلوات لأن تكون هذه الذكرى هي الأخيرة, وأن يزول الاحتلال بالسرعة القصوى, وتتجلى السيادة الفلسطينية على كامل البلاد المقدسة, ونعلم جميعاً أن أكثر الفلسطينيين تطرفاً يقبل أقل من ذلك بكثير, فلماذا سمح نفر لأنفسهم, وهم لا يعرفون عن هذه الجماعة شيئاً, أن يقابلوا الإحسان بالإساءة, ولعلنا مطالبون جميعاً بالاعتذار لهم وتطييب خواطرهم مع أنهم تجاوزوا الموقف بفهم عميق واستمروا في المسيرة حتى النهاية. فاليهود ليسوا أعداء. العدو لنا ولهم هو الصهيونية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram