TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عالم آخر : "نيشان" المالكي في نيسان

عالم آخر : "نيشان" المالكي في نيسان

نشر في: 1 إبريل, 2012: 10:14 م

 سرمد الطائيقبل أن أتحدث عن المؤتمر الصحفي لرئيس الحكومة نوري المالكي والذي صادف الأول من نيسان أي عيد "اكيتو" البابلي ومفتتح التقويم السنوي لتلك الإمبراطورية العراقية.. أريد ان أقوم بتسريب "تحذير" لأهالي عاصمتنا الحبيبة، مقتبس من سياسي مقرب من ائتلاف دولة القانون ظهر معي في برنامج تلفزيوني وقال ان "شهية" الحكومة قد "انفتحت" على القمم.
 والسياسي العزيز هذا شخص ودود جدا وهو لا يبيت نية سيئة لكنه ينقل وحسب عن مشاورات جرت بين السيد المالكي والسيد بان كي مون، قال فيها الاخير على ما ينقل "ان بغداد اثبتت انها مكان مناسب لعقد القمم الدولية، ولذلك سنعقد فيها قمة لدول آسيا، وأخرى لغرب آسيا، وثالثة للنمور الاسيوية..الخ". ومعنى هذا ان القمة العربية كانت مجرد بداية، وعليكم الاستعداد لسلسلة من القمم طالما ان شوارع بغداد وفنادقها صارت مؤهلة، وان الشعب لم يعترض على حظر التجوال ولا قطع الطرقات، فهو موافق على كل قمة من شأنها تحقيق مصلحة الامة العربية او الاسيوية.والحقيقة ان الحكومة فرحانة جدا بحديث القمة، وقد عمدت وسائل اعلامها الى جعلنا ننسى كل شيء ونركز على "القمة" رغم اننا لم نفهم منها شيئا يستحق الذكر. وحين ظهر رئيس الحكومة على شاشة التلفزيون صباح الاحد، تصورت اننا سنعرف اشياء مهمة عن قمتنا. وكنت اقول: لعله يصارحنا بما دار بينه وبين القادة العرب بشأن اوضاع العراق الغريبة العجيبة. ألم يتحدثوا معه حول نائب الرئيس المتهم بالارهاب ومستقبله الغامض؟ او عن طائرات ايران فوق رؤوسنا وهي تنقل السلاح الى بشار الاسد؟ او عن سواحل الفاو التي لا نعلم مصير الملاحة فيها؟ او عن مصير الاغلبية العراقية التي وصل ممثلوها الى السلطة وفرحت بالتخلص من صدام لكنها وبسبب نخبتها الحاكمة راحت تفشل وتخفق..الخ.لكن اول سؤال طرحه عليه الصحفيون الشباب في المؤتمر الصحفي، كان يتعلق بمنظمة مجاهدي او منافقي خلق الايرانية وطريقة رحيلها عن العراق. ولم استطع أن افهم السر في ذلك، ولعل هناك حكمة خفيت علينا وسط كل مشاكل الكهرباء والفساد والكذب والخداع والوعود الكاذبة والاخفاقات.والسيد المالكي لديه موهبة في التركيز على كل ما هو ثانوي مقارنة بمشاكلنا المزمنة التي يبدو انه يئس مثلنا ازاء سيناريوهات حلها. بل انه يهرب دوما نحو "الثانوي" لكي ننسى "الرئيسي".فالموضوع الجوهري في خطابه واجاباته امس، كان يتعلق بمواجهة جديدة يبدو انه يعد لخوضها مع التحالف الكردستاني. فهو "غاضب" لان مطار اربيل ليس تحت سيطرة بغداد مثل مطاري النجف والبصرة. ولأن منافذ زاخو الحدودية ليست تحت تصرف بغداد كما هو الحال مع منفذ الشلامجة او المنذرية. وبعد ان تعايش 9 سنوات مع واقع الفدرالية او الكونفدرالية مع كردستان، وشعر ان رقعة هذا الحكم اللامركزي يمكنها ان تتسع لتشمل محافظات عربية هي من حصة القائمة "العراقية"، وان هذا يمكن ان يتكرر حتى مع محافظات ذات اغلبية "شيعية" مثل البصرة.. قرر السيد المالكي ان يتحدث بهذه الطريقة عن كردستان لاول مرة منذ نصبه "سلطانا" علينا قبل 6 اعوام.ويسأل المرء نفسه: ماذا سأربح لو اصبحت زاخو النظيفة والمنظمة، تابعة الى بغداد كتبعية صفوان المهملة والمليئة بالقمامة، والتي تشعرك بالخزي كعراقي قادم من الكويت وداخل الى الوطن؟ او الشلامجة التي تشعرك بخزي مماثل حين تأتي من ايران؟ وكيف ستقنع مدن كردستان المنظمة الى حد كبير، بأن تتبع ادارة مخفقة ومتعثرة كالتي تعبث بمصائرنا في بغداد والمحافظات؟وبعيدا عن مثل هذه التساؤلات التي تجعلني أتأسف لحالنا، من البصرة الى طوزخورماتو، والتي تجعل بعض القراء يغضبون مني بالتأكيد، فإن القضية الخطيرة تعني ان المواجهة مع طارق الهاشمي صارت "قديمة" وان المالكي بحاجة الى مواجهة جديدة لمشاغلة الجمهور العربي الخائب والحزين، وقد تكون مواجهة مع كردستان هذه المرة.الاصدقاء يتحدثون عن "علامات" تدل على ان السلطان يريد ان ينتقل من المواجهة مع القائمة العراقية، الى المواجهة مع التحالف الكردستاني. وباعتبارنا في عيد "اكيتو" البابلي فإن العلامة او "النيشان"، هي تصحيف لكلمة "نيسان" البابلية التي تعني العلامة ايضا وتعني الشهر الحالي في تقويم ما بين النهرين. انها علامات كثيرة اذن في شهر "نيشان" تجعلنا نتشاءم من كل تحضيرات "الاجتماع الوطني" الموعود.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram