TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > هل سنشاهد يوماً "مهند" و "نور" بنسخة عراقية؟

هل سنشاهد يوماً "مهند" و "نور" بنسخة عراقية؟

نشر في: 1 إبريل, 2012: 10:58 م

 بغداد/ نورا خالدسؤال تبادر إلى ذهني وتوجهت به إلى عدد من المتابعين للدراما التركية والمتخصصين في مجال الدراما العراقية، وهو هل من الممكن إنتاج مسلسل عراقي على غرار مسلسل (نور)؟ الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية ليس في العراق فقط، وإنما في الوطن العربي كله.
كان أول من أجابني عن هذا السؤال زميلة لي في العمل الصحفي إذ قالت: "سؤال رائع أحالني إلى استذكار وجوه عديدة لفنانينا، وكنت اضحك مع نفسي وأنا أتخيلهم يحاولون تأدية دور يتطلب الجمال والأناقة والرشاقة والحضور والإكسسوارات، وقبل كل هذه الأشياء ألاّ يكونوا ممن نشعر بهم إنهم يمثلون"!! وأضافت "مشكلة ممثلينا أنهم دائما يمثلون أدوارهم ولا يشعرونا بأنهم طبيعيون  وإذا ما حاولنا الاستثناء فسنصاب بالإحباط لقلة عدد من يجيدون الإقناع بالسلوك غير التمثيلي".وقالت بحسرة "اعتقد أن السؤال وضع أصبعه على خيبتنا بعدم إعداد وتشجيع وإبراز وتنمية وإيجاد عناصر شابة ومؤهلة وقادرة على سد النقص المستشري في مجالنا الفني، وعدم التزام فنانينا بالمحافظة على مقومات الفنان الناجح والمؤهل والمتميز من كافة الجوانب شكلا ومضمونا وموهبة تتم رعايتها دائما".وتابعت: "لو نتخيل أن يؤدي الدور ممثلونا ولن اذكر أسماء حتى لا يزعل منا احد، فكم سنصاب بالإحباط لأننا فعلا حين نتحدث عن المناطق الحيوية بالحياة  فإننا نعكس قوة طاردة للإقناع فما بالك حين يكون الموضوع متعلقاً بالحب والمشاعر وتعابير الوجه ونغمة الصوت ودفئه ومصداقيته، رجاء لا تلحّين على هذه الفكرة حتى لا تشجعي من لا يصلحون على المغامرة وحينها تكون الطامة الحقيقية –وأنا سأستمر أتخيل الحالة واضحك– شكرا لدلق الضحكات علي وأنا محتاجة لها فعلا حالي حال كل العراقيين".  وأشارت وسن علي وهي إحدى المشاهدات (المدمنات) على الدراما السورية إلى  ان انحسار الفن بصورة عامة في العراق بعد عام 2003 جعلنا لا نتذكر أسماء الوجوه الفنية اللامعة أو تلك التي يمكن أن تكون نجوم الشباك.. فقد توقف إحساسنا بالوجوه الفنية عند الفنانات مثل سهى سالم التي أصبحت الآن ممثلة الأدوار الرصينة أو الأم المثالية وكذلك وجود الفنانات الأخريات مثل آسيا كمال وأضافت: برزت في الوقت الحاضر رغم قلة الإنتاج على صعيد المسرح او التلفزيون او السينما وجوه جميلة شابة لكنها لا تمتلك الحضور الآسر فهي وجوه جميلة لكنها غير معبرة وغير مقنعة حتى إذا تحدثنا عن فتى الشاشة فقد شاخت تلك الوجوه الشبابية هي الأخرى فلم يعد مثلاً حسن حسني ولا سامي قفطان ولا حتى فاضل خليل الذي أتحفنا في النخلة والجيران تستطيع مقاومة آثار الزمن فصارت اقرب إلى ادوار الشيوخ والكهول منها إلى ادوار فتى الشاشة.بينما أكد إياد جمال أن عملا تركيا بهذه الضخامة والجرأة استطاع ان يجذب المشاهد العربي من الصعب تقليده بإمكانيات متواضعة كالإنتاج العراقي مع الاحترام لممثلينا الذين استطاعوا إثبات قدرتهم على تمثيل أصعب وأجمل الأدوار، وأضاف: الدراما العراقية في تاريخها لم تشهد القصص الرومانسية الجريئة كما انه لا اعتقد أن هناك ممثلة عراقية تقبل أن تقوم بدور نور بمشاهدها الرومانسية الساخنة، وتساءل في ختام حديثه قائلا: هل من الممكن أن يتقبل الجمهور العراقي طرح مثل هذه الموضوعات؟  المخرج فارس طعمة التميمي أكد انه من الصعب إنتاج مسلسل كمسلسل (نور) التركي الذي حقق نسبة مشاهدة عالية في الوطن العربي ويعزو سبب ذلك إلى أن موضوعة المسلسل تختلف عن مفاهيم المجتمع العراقي ففيه تحرر كبير على مستوى الأزياء والعلاقات الاجتماعية، وأضاف: بتصوري الخاص ان سبب نجاح مسلسل نور هو جرأة الموضوع الرومانسي الذي هو بطبيعة الحال موضوع ناجح درامياً كما ان الملابس شبه الخليعة التي ترتديها الممثلات في تلك المسلسلات  هي السبب في نسبة المشاهد العالية، وأشار طعمة إلى أن الرومانسية تحتاج إلى ملابس أنيقة ووجوه جميلة ومواضيع غير مطروقة وإذا قارنا ذلك بالإنتاج العراقي فلا يستطيع الممثل شراء كل هذه الملابس المتنوعة لأجوره القليلة نسبيا ورفض المجتمع العراقي لمثل هذه الجرأة من حيث الموضوع والملابس.  أما المخرج صالح الصحن فأشار إلى ان العمل الفني الذي نطمح له وبمستوى المسلسل التركي بإمكاننا الوصول إليه إذا ما توافرت القدرات الإنتاجية، واكد انه في العراق نخلو من مؤسسة إنتاجية تتبنى الإنتاج هذا من الجانب التقني أما الجانب الآخر فهو الموضوع أو الفكرة التي يتولد منها النص فنحن كمجتمع عراقي نتعاطى مع الدراما بمعايير القيم والأخلاق، لهذا نرى المجتمع لا يتقبل طرح المواضيع الممنوعة، لذلك فالمؤسسة الفنية حكومية كانت أم أهلية في العراق لا تقبل ان نصنع مسلسلا موضوعته محرمة، وكشف الصحن في آخر حديثه عن رغبته في طرح مسألة الفن داخل قبة البرلمان وإصدار قانون للسينما والتلفزيون كي يأخذ الغطاء الرسمي والمشروع.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

بيت المدى يستذكر شهداء انقلاب شباط الأسود

غادة العاملي: نجاح أي مؤسسة ثقافية يتطلب تخطيطاً مدروساً وأهدافاً واضحة

"حلوة الحلوات" بغداد عاصمة السياحة العربية بشكل رسمي

توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية

بيت المدى يؤبن المعماري العراقي الكبير هشام المدفعي

مقالات ذات صلة

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي

 متابعة المدى " بدأتُ بالترجمة وأنا لا أعلم إنْ كان ما فعلته هو ترجمة. لذلك، لم أنشر القصّة القصيرة الأُولى 'حديقة كيو' لـ فيرجينيا وولف وبقيَت في درجي إلى أنْ اهترأَت!". بهذه الكلمات...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram