صدرت عن دار المدى للثقافة والنشر رواية (ربما هي رقصة لا غير) للشاعر حسب الشيخ جعفر، وهي الاصدار الروائي الاول له بعد عدد كبير من المجاميع الشعرية على مدى نصف قرن من مسيرته الابداعية.. وجاء في نص الروايةهكذا تم اللقاء القدري وبدأت قصتي انا مع هذه الحكاية ..
حملت الى المرأة هذه الاوراق قائلة انها تلقتها بالبريد من جارها، وبعد انتقاله من شقته. لم يكتب الفتى عنواناً ولم يقل أي شيء في رسالته التوضيحية غير التحية وهذه الكلمات. اسمحي لي يا جارتي الطيبة بأن أبعث بأوراقي هذه اليك. لقد أتممت كتابتها وانتهيت منها، واكملت يد أخرى مراجعتها وتشذيبها قبل انتقالي من الشقة وانا لا أريد أن اعود اليها بعد تنقيحها هي فأغير وأبدل ما كتب قد كتب كما تقول الامثال او الكتب القديمةّ لم اعد أتذكر أين قرأت هذه العبارة! وصدقيني يا سيدتي ان بقاء هذه الاوراق قريبة مني يسبب لي، إضافة الى رغبتي بتجميل أسلوبها مزيداً من الأسى والحزن الشخصيين، ما لا احتمله فقد أنهض من النوم او المكتب فجأة وأمزق هذه الاوراق.. لا لشي إلا لانها السبب في إثارة أساي وحزني.. وأنا لا أود أن أمزق أوراقي هذه وأرميها، إنها جزء من حياتي كما يقال في الكتب. وانا لست كاتباً أديباً، فما أنا غير مترجمّ وصدقيني أيضاً إن هذه الاوراق لا تنطوي على شيء، مهما صغر، قد يسبب إحراجاً لك او يمكن ان تخجلي منه، هي أوراق شخصية لا تعني أحداً سواي احتفظي بها سيدتي عندك، ودعيها نائمة في سلام، فإذا ضقت بها ذرعاً في يوم من الايام أودعيها يداً أمينة.. وستأخذ طريقها المقدّر ساعة يُراد لها ان تأخذه! وتذكري جاراً لن ينسى دفء يدك الصديقة!
اصدارات المدى .. ربما هي رقصة لا غير
نشر في: 2 إبريل, 2012: 07:25 م