واشنطن/ الوكالات فتح الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي نال جائزة نوبل للسلام، ورش عمل عديدة لتشجيع الحوار والسلم، بدات بايران وصولا الى روسيا مرورا بكوريا الشمالية والشرق الاوسط وكوبا، لكنه لم يسجل سوى نزر يسير من النتائج الملموسة.
ولخص ستيوارت باتريك من معهد "سي اف ار" لوكالة فرانس برس الوضع قائلا ان الرئيس الاميركي "احدث تغييرا عميقا في الشكل، والى حد ما في جوهر الدبلوماسية الاميركية، لكنه لم يترجم نياته بعد".وقد طبعت ولايتي الرئيس السابق جورج بوش، بعد صدمة اعتداءات 11 ايلول 2001، "حربان على الارهاب" في افغانستان والعراق، وعزلة متزايدة للولايات المتحدة وجدالات حول استخدام التعذيب.ويوم تنصيبه رئيسا في كانون الثاني ، اظهر باراك اوباما للعالم تغييرا مفاجئا، فاقترح على العالم الاسلامي "مقاربة جديدة ترتكز على المصلحة والاحترام المتبادلين" و"مد اليد" للانظمة "المستعدة لتليين موقفها".وغداة ذلك، اعلن اوباما انه سيعمل على اغلاق معتقل غوانتانامو لتتوالى المبادرات في كل اتجاه.ففي شباط ، اعلن اوباما الانسحاب التدريجي للجيش الاميركي من العراق والذي يفترض ان ينتهي اواخر 2011.وفي اذار عرض على الايرانيين وضع حد لنزاع مستمر منذ 30 عاما.وفي نيسان عرض على كوبا طي الصفحة بعد نصف قرن من الخلاف.في موازاة ذلك، حض روسيا على مواصلة نزع السلاح النووي وبدأ بدفع الولايات المتحدة الى الانضمام الى جهود الاوروبيين في مكافحة التغير المناخي.وفي موقف يتناقض مرة جديدة مع موقف سلفه، اظهر اهتمامه بالمؤسسات الدولية وخصوصا الامم المتحدة.وعين اخيرا مبعوثين على مستوى عال في مسعى لحل الازمات المستعصية. وخير مثال على ذلك مهمة جورج ميتشل في الشرق الاوسط.لكن كل هذه الجهود افضت في هذه المرحلة الى معاودة اطلاق الحوار لا اكثر.وقد وافقت ايران الاسبوع الماضي على التفاوض حول برنامجها النووي مجددا بعد طريق مسدود استمر اربعة عشر شهرا. وفي الامم المتحدة، تمكن اوباما من جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. لكن هذا اللقاء لم يخف ان عملية السلام ما زالت تراوح مكانها.وراى ديفيد ميلر الباحث في +مركز وودرو ويلسون للدراسات+ ان خطوات باراك اوباما الاولى في السياسة الخارجية كانت "ايجابية" لكنها "لم تكن حاسمة".ورحب ميلر بما سماه "مقاربة ذكية من ايران" واشار الى خطوة ملموسة على الاقل هي التخلي عن المشروع الدفاعي المضاد للصواريخ في شرق اوروبا ما "يحسن العلاقات مع روسيا وكذلك يحمي الولايات المتحدة وحلفاءها".ولفت هنري باركي من مؤسسة" كارنيغي " من جهته الى "ثلاث نقاط قوية" في دبلوماسية اوباما: اعادة اطلاق الجهود للحد من الترسانات النووية، وخطاب القاهرة في حزيران/يونيو الذي دعا فيه الى المصالحة مع العالم الاسلامي واعلان انسحاب تدريجي من العراق.وقال الخبير "اعتقد انه كان سيكون سعيدا لو تلقى نوبل بعد سنتين"، لكنه رأى في قرار اللجنة السويدية "فرصة لا بد من اغتنامها".وخلص الى ان "خطابه لدى تسلمه الجائزة سيكون اساسيا"، داعيا الرئيس الاميركي الى ان يعلن في اليوم المنتظر مبادرات بشأن حظر الانتشار النووي وحول عملية السلام على المسار الاسرائيلي الفلسطيني.
تقرير اخباري: دبلوماسية واشنطن انطوت على كثير من الجهود وقليل من النتائج
نشر في: 10 أكتوبر, 2009: 05:40 م