 السليمانية / المدىأعلن مقهى الشعب في السليمانية إحدى السمات الثقافية والتراثية في المدينة، عن تخصيص مقاعده يوم الخميس من كل أسبوع للنساء فقط. وأفاد صاحب مقهى الشعب عمر حمة شريف لـ (آكانيوز)، أن "السبب وراء إعلان تخصيص المقهى   يوم الخميس من كل أسبوع للنساء فقط جاء تلبية لمطالب العديد من الناشطات النسويات اللواتي كن قد أقمن في الثامن من آذار الماضي نشاطات وفعاليات في المقهى بمناسبة يوم المرأة العالمي وطالبن بتخصيص يومٍ في المقهى لاجتماعات ولقاءات النسوة".
ويبدو أن تخصيص يوم من أيام الأسبوع للنساء في مقهى الشعب بالسليمانية قد أثار استياء بعض رواد المقهى الذين اعتادوا على زيادته بشكل يومي، فمن جهته أشار الباحث الاجتماعي عبد القادر سعيد إلى أن "أغلب رواد المقهى من  شريحة المثقفين والأدباء والفنانين وهو يعتبر لدى الكثير منهم ملتقى يجمعهم لتبادل الحديث ومناقشة المواضيع الاجتماعية ومستجدات الأخبار والسياسة فضلا عن قضاء  بعض الوقت في المطالعة ،ولعل تخصيص هذا اليوم للنساء سيكون بمثابة حرمانهم من طقس يومي اعتادوا عليه منذ سنوات" .من جهتها رحبت بعض الشخصيات الثقافية بإتاحة الفرصة للنساء  إلى التردد على المقهى العريق، معتبرين أنها "خطوة تساهم في فسح المجال أمام النساء على اختلاف مستوياتهن الثقافية للاجتماع وتنظيم المناخات الثقافية النسوية"، مؤكدين أن "الخطوة ستخلق قاعدة ثقافية نسوية واسعة في السليمانية".بينما يرى البعض الآخر أن  "تخصيص أوقات معينة لتواجد النساء في مقهى الشهب بالسليمانية يبدو أمرا تقليديا"، مؤكدين   "ضرورة أن يكون المقهى كبقية المقاهي الثقافية في العالم والتي عادة ما يكون روادها على مدار الأسبوع من الجنسين" .من جهته قال الصحفي ديلان فهمي وهو من رواد مقهى الشعب  ، إن "هذا النوع من المقاهي في جميع أنحاء العالم لا يقتصر رواده على الرجال بل أن النساء يكون لهن حضور قوي ونحن نريد أن يكون هناك مكان للمثقفات والمبدعات على مختلف الثقافات والاختصاصات في هذا الملتقى الثقافي بشكل يومي"، لافتاً إلى أنه "صحيح أن المجتمع ربما سينظر بداية الأمر لهذا الموضوع من زاوية العادات والتقاليد إلا انه سيغير تلك النظرة بالتأكيد مع مرور الوقت . ويعتبر مقهى الشعب من أقدم وأشهر مقاهي السليمانية وعادة ما يجتذب الشعراء والفنانين والصحافيين وبعض رجال السياسة فضلا عن  اجتذابه السياح والأجانب باعتباره أحد المعالم التراثية في المدينة .