TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > قرطاس :ما ثمن القمّة؟

قرطاس :ما ثمن القمّة؟

نشر في: 2 إبريل, 2012: 09:12 م

 أحمد عبد الحسينأمسِ أعلنتْ النزاهة البرلمانيّة أن قمة بغداد كلّفتْ ملياري دولار عداً ونقداً، في الوقت الذي كان رئيس الوزراء في مؤتمره الصحفيّ يعلن أنها كلّفتْ نصف مليار دولار فقط، قال إنها ذهبتْ لمشاريع تخدم الشعب العراقيّ، ولما قلّبت في ذهني هذه المشاريع لأرى كيف تكون في خدمة الشعب أزال رئيس الوزراء اللبس حين ذكر مثالاً واحداً حول هذه المشاريع الخدمية للمواطنين، قائلاً :إن هناك مجمعاً سكنياً تمّ بناؤه بنصف المليار هذا.
وحقيقة الأمر أن "المجمّع" الذي تحدث عنه دولة الرئيس، ليس مجمّعاً ولن يخدم المواطن أبداً، هو مجموعة من الفلل الفاخرة في المنطقة الخضراء، سكنها الضيوف الأعزاء مؤقتاً وسيسكنها أهل البيت من المسؤولين إلى الأبد، ليس للمواطن حصة في هذا "المجمّع" الفردوسيّ، كما لن تكون له حصة في المصفحات الستين التي يبلغ سعر الواحدة منها 259 ألف دولار، ولا في السيارات الثلاثمئة غير المصفحة، وطبعاً ليستْ لنا حصة في المليار و200 مليون دينار عراقيّ صُرفتْ فقط لتأهيل منزل واحد لأحد المسؤولين، على ما ذكره للمدى النائب حسين الأسدي.مليارا دولار، يقول البرلمان. ويصحح المالكيّ غاضباً إنها 500 مليون دولار فقط، مع أن رئيس الوزراء نفسه قال سابقاً إنها 600 مليون دولار "ربما أضاف لها المبلغ الذي اقترضته الحكومة من البنك المركزيّ قرضاً حسناً إلى حين ميسرة"، وهو على أية حال مبلغ تافه إذا ما قورن بالأرقام الفلكية التي ذهبتْ وتذهب هباءً، لا يهمّ؛ فمئة مليون دولار لن تضيع في وجه الصديق.السيّد علي الدباغ "وهو الناطق الرسميّ باسم الحكومة كما تعرفون" أجاب عن سؤال لصحفيّ قبل أيام، مقللاً من المبلغ ومؤنّباً الصحفيين على مبالغتهم، فقال حرفياً "إن المبلغ الإجماليّ هو مليار وربع المليار دولار فقط لا أكثر ولا أقلّ".أصبحتْ لدينا ستّ روايات متضاربة لمقدار ما صُرف في القمة وعليها:ـ 600 مليون دولار: وهي رواية السيّد رئيس الوزراءـ 500 مليون دولار: وهي الرواية المنقّحة والمعدّلة والمزيدة للسيّد رئيس الوزراء.ـ مليار دولار فقط: رواية إعلاميين قبل انعقاد القمةـ مليار ونصف المليار: رواية صحفيين نقلاً عن تقارير عالمية بعد انتهاء القمة.ـ مليار وربع المليار: رواية السيّد علي الدباغ.ـ مليارا دولار: رواية لجنة النزاهة البرلمانية في مجلس النوّاب.نحن لا نشكّ في الحكومة، أياديهم متوضئة أبداً وهم لا يسرقون، لكنْ حتى اللصوص، حتى حرامية سوق الهرج يتفقون في ما بينهم على رواية واحدة حين يسرقون. ونحن ـ بدافع الفضول والله لا أكثر ـ نريد أن نعرف بالضبط مقدار ما صُرف. فهل من أحد ينجدنا؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram