علي حسينصباح الخير ايها المواطن المغلوب على أمره ، المخدوع حين اعتقدت ان الساسة سينظرون إليك باعتبارك أخاً وشريكاً في الوطن والمصير، وليس تابعا أو عدوا أو مجرد " ذخر" يُلجأون إليه في اليوم الأسود. صباح الخير أيها المواطن المسكين ، اعلم أن الأقدار ألقت عليك بمسؤولية جسيمة، فأنت تعيش في بلاد دخل سياسيوها تاريخ العجرفة من أوسع أبوابه وهم يسعون كل يوم إلى أن يقودوك إلى هوّة سحيقة،
شاءت إرادة الله أن تصبح "مواطنا" في بلد يعتقد ساسته أن التقدم يعني الحصول على مزيد من المكاسب والمنافع الشخصية.. يفهمون السياسة على أنها فن الخداع، والاحتفاء بالأكاذيب، والتهالك على الغنائم، سياسيون يجعلون الخطأ صحيحاً، والحق جريمة، يعدون ولا يفون، يبنون لك قصورا من الرمال، لا يكترثون لحق، ولا يلتمسون لحقيقة، السياسة في عرفهم سعي محموم وراء الأطماع وتعاون مع الإثم وتحالف ضد الصدق، ثروتهم الضلالة، وشعارهم: "الناس رعايا لا مواطنين " ، يحاربون بكل‎ ما أوتوا من أجهزة قمع للدفاع عن قيم الاستبداد، وحكم الطوائف حيث المسؤول والسياسي ومقربوه هم كل شيء، ساسة يعادون كل من يرفض أن يدخل حظائر التدجين، ويشنون حربا لا هوادة فيها من اجل إعادة ثقافة القطيع التي سعى "القائد الضرورة" إلى نشرها، سياسيون يرفعون شعارات طائفية مقيتة ويرون في كل من يعارضهم عميلا أو واجهة لقوى أجنبية، وكل معارضة لا تسمع ولا تطيع فهي مأجورة وتعمل ضد مصالح البلد، سياسيون تتملكهم الرغبة في التسلط والأنانية المفرطة التي حولت الفساد إلى دولة.. والنخب السياسية إلى مافيات؟سياسيون نامت ضمائرهم وشبعت نوما.سياسيون لا يعرفون أن الدولة فكر وان الحكم شراكة في الأحلام والنوايا الصادقة كما يقول شيخ المتسامحين فولتير، حين اعتبر السياسة حق وخير ومعرفة وإنصات للآخر. سياسيون بعقول متحجرة من الماضي، منفصلون عن الناس ويعيشون في دنياهم الخاصة المغلقة على طريقة تفكير لا تهتم بمستقبل البلاد قدر اهتمامها بمستقبل الأصحاب والرعايا والمقربين وتفتح الباب أمام السراق والمزورين والانتهازيين.أيها المواطن المسكين يا شبيهي في الأسى، اليوم أنا وأنت وجوهنا شاحبة ومتعبة، مسكونة بتجاعيد الخوف من المستقبل، والسبب سياسيو الصدفة الذين سرقوا أحلامنا، وجعلوا من البلاد رهينة بيد مجموعة من الانتهازيين والمتسلقين والقافزين فوق سطح التغيير بمنتهى الخفة.أيها المواطن المبتلى، كنت تأمل أن تعيش في دولة للقانون يتساوى الجميع أمامها، فإذا أنت أمام دولة لها أكثر من قانون يشجع جرائم النصب والاحتيال واستغلال المنصب وترهيب الناس وقتلهم على الهوية . ايها المواطن، من أنت؟ ما علاقتك بالتغيير حتى تريد أن تجني ثماره.. فأنت لا ترى الشجرة فكيف تريد أن تقطف ثمارها؟. أيها المواطن؛ كنت مثلي مخدوعا حين تصورت أن الديمقراطية ستقدم إليك ساسة يسعون إلى بناء مؤسسات حديثة، وسيبدعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من إبداعهم في فنون السرقة واللعب على الحبال، كنت مثلي مخدوعا حين اعتقدت ان الذين جاءوا باسم المحرومين والمظلومين لن يتحولوا في ليلة وضحاها إلى أغنى طبقات المجتمع، صدعوا رؤوسنا بخطب عن دولة القانون فيما هم ينتهكون القانون في وضح النهار، دمروا الحياة السياسية وأقاموا بديلا عنها تجمعات شعارها المحسوبية والانتهازية، يدعون إلى النضال وهم يقفون أذلاء أمام دول الجوار. سياسيون حولوا الحق إلى ضلالة والحياة إلى جحيم يمارسون ديمقراطية إقصاء الكفاءات والخبرات واحتضان أصحاب الصوت العالي والصاخب؟ ايها المواطن المغلوب على امره كنت تامل ان تجد ساسة منشغلين بالبحث عن الرفاهية والعدالة الاجتماعية ، فاذا انت امام ساسة مهوسيين بالبحث عن شرعية دينية لقائد ملهم يسيطر ويغلب معارضيه، ليحولوا البلاد إلى مزرعة تجارب لإعادة تربيتنا جميعا على نظام السمع والطاعة ، ، دولة تقهر فيها الأغلبية كل الأقليات وتعامل الجميع على أنهم مجرد ضيوف ثقلاء . صباح الخير ايها المواطن الذي اكتشف بعد تسع سنوات عجاف عاشها في ظل جنرلات الطائفية .. ان لابصيص امل لا الآن ولا في المستقبل .
العمود الثامن: صباح الخير ايها المواطن
نشر في: 2 إبريل, 2012: 10:57 م