اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بحثاً عن رفيق للروح

بحثاً عن رفيق للروح

نشر في: 3 إبريل, 2012: 08:13 م

فريدة النقاشبرغم أنه اعتمد على نتائج بحث أجرته باحثة في عام 2010 بالتعامل مع عينة من عشرين ألف شخص حول علاقة الحب في ما بينهم، وكان بعضهم قد أنشأ هذه العلاقة عبر مواقع الحب على الإنترنت، أقول برغم هذا فإن دكتور «فنكل» توصل إلى نتيجة فحواها أنه من الصعب جدا الوصول إلى الحب سواء عن طريق الإنترنت أو أي طريق آخر، ولكنه استدرك قائلا إن هذه النتيجة ليست دعوة للامتناع عن استخدام الإنترنت في البحث عن الحب ،فالإنترنت ليس سوى أداة شأنه شأن المقهى،
 أو هذا المنحنى القريب من شارع نسكنه، حيث يتجاوب الإنسان بسرعة من نبض قلبه بعد أن تكون عيناه قد التقطتا نظرة عابر غريب تماما مثلما تضغط على فأرة الكمبيوتر على أمل أن يأتي يوم يصيبك فيه سهم كيوبيد في سويداء القلب.الحب على الإنترنت هو صيحة من صيحات العالم الحديث فائق السرعة.أجرى د. فنكل ومعاونوه من الباحثين في علم النفس الاجتماعي بحثه، وهم جميعا متشككون في فائدة الإنترنت كأداة للتوفيق بين محبين، أو بالأحرى أداة للتقريب بينهم، منهم لم يتوصلوا إلى دليل علمي يقول إن مواقع «المواعدة» عبر الإنترنت قد عظّمت فرص التوافق بين الرجل والمرأة حين يلتقيان، ذلك أن الأبحاث التي أجريت على نتائج ترتيب المواعيد عبر المعرفة الافتراضية بين شخصين بقيت سرية وملكا للشركات التي أطلقت هذا المشروع سنة 1995 وحققت منه أرباحا تصل إلى بلايين الدولارات.ولابد لنا  من أن نتوقف أمام هذا الرقم للأرباح الذي نشرته مجلة الإيكونوميست البريطانية، لأن ضخامة الأرباح تعني ببساطة أن ملايين المواطنين رجالا ونساء لجأوا إلى هذه الوسيلة بحثا عن رفيق للروح ربما بعد خيبات كثيرة في واقع العلاقات الاجتماعية.في سياق مقارنته بين العلاقات الإنسانية والقيم المرتبطة بها في كل من النظام الرأسمالي والنظام الاشتراكي قبل أربعين عاما توصل المفكر الاشتراكي حينذاك «روجيه جارودي» إلى أن الحب هو قيمة أساسية لا غني عنها في النظامين، ولكنه توقف طويلا أمام عنف الاغتراب الذي يقع فيه الإنسان في ظل الرأسمالية، وكان النظام الاشتراكي لم يسقط بعد آنذاك، وإن كان الحب في النظام الاشتراكي والزواج المترتب عليه هو أكثر أصالة وحرية من ذلك الحب والزواج الذي يخضع في نهاية المطاف لأساس العلاقات الاجتماعية في ظل الرأسمالية، حيث يجري تحويل كل شيء إلى بضاعة، وتخضع العلاقات البشرية برمتها للضرورات الاقتصادية التي تغرق في الحسابات الأنانية الباردة.ولكن يحلق الحب بعيدا عن حسابات الربح والخسارة والمنفعة العارية التي هي قانون الرأسمالية الأصيل فلا يحكمه إلا الولع والحنين ودقات القلب التي تناجي رفيق الروح، أي لكي توجد علاقات زواج حر حقا وحب حر حقا يجب أن يقع إصلاح جذري في العلاقات الاجتماعية، إصلاح لعبور فجوة الانقسام الطبقي وصولا لإلغاء الطبقات نفسها، ويعلمنا تاريخ علاقات الحب وأساطيره الكبيرة عبر حياة الإنسانية في كل العصور كيف وقف هذا الانقسام الطبقي صخرة عاتية بين عشاق بعضهم ماتوا حبا والبعض الآخر قتل نفسه لاستحالة الوصول للمحبوب بسبب الحواجز الطبقية.وحتى الحب بين أشخاص من طبقة واحدة يظل دائما عرضة للضغوط التي تفرضها إما حماية الثروة أو البحث عنها أو الخوف من ضياعها في ظل تقلبات السوق وفوضاها، لأن السوق في ظل النظام الرأسمالي هو لاعب أساسي لا في الاقتصاد وحده إنما في العلاقات الاجتماعية وحياة البشر وعواطفهم أيضا فدعونا نحلم بأن يأتي اليوم الذي تتوقف فيه السوق عن التلاعب بحياة البشر ليصبح الحب الصافي ممكنا، ويصبح الزواج اختيارا شخصيا حرا بين رجل وامرأة يختاران بعضهما سواء عبر الإنترنت أو على المقهى أو في مكان العمل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram