TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: خطاب غير متوازن.. لصالح من ؟ !

كردستانيات: خطاب غير متوازن.. لصالح من ؟ !

نشر في: 3 إبريل, 2012: 08:46 م

 وديع غزوان لم نفاجأ بما أطلقه نائب رئيس الوزراء الاتحادي لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني من اتهامات بحقّ المسؤولين في إقليم كردستان وصلت، مع الأسف ، حد التصريح بشكل علني وعلى الملأ  بشكل صارخ  يتقاطع مع أي مصلحة للعراق وشعبه، باستحواذهم على أموال النفط المنتج في الإقليم  ،
 مشيراً إلى " أن معظم النفط الذي ينتج في منطقة كردستان العراق يهرب عبر الحدود وغالباً إلى إيران وليس للوفاء بعقود التصدير ".. لم نفاجأ بذلك فللرجل مواقف معروفة منذ أن كان وزيراً للنفط وهو يفتخر بها ويعدها نوعاً من الحرص المتناهي على أموال الشعب العراقي بحسب ما يؤكده دائماً!ً  ومن الطبيعي أن يؤكد وزير النفط الحالي ما طرحه الشهرستاني بالأرقام عندما ذكر أن العراق يخسر أكثر من ستة مليارات دولار جراء ما يقوم به الإقليم !  وما دمنا في إطار مصالح الشعب العراقي  المبتلي بسياسيين يظنون أنهم قادرون على استمرار خداعه  بوعودهم الفضفاضة، فإننا   سنكون ممتنين جداً لنائب رئيس الوزراء الشهرستاني لو أن  "ثورته " هذه على ثروات العراق المهدورة انصبت على مهربي النفط الحقيقيين وعلى عقود أخرى بملايين الدولارات لرؤوس مافيات معروفين لدى المسؤولين في وزارة النفط من قبل 2003 عندما كانوا يتاجرون إبان فترة الحصار بما سمي بالنفط الأسود، وهم اليوم  "ملوك " النفط  غير المتوّجين حيث يمتلك الواحد منهم الفلل في أنحاء مختلفة من العالم من بينها دبي مركز نشاطاتهم المريب، كما قفزت من قاع المجتمع عناصر أثرت من سرقة قوت العراقيين وجوعهم وقهرهم، وهؤلاء في هذا الزمن الأغبر تسلّط عليهم الأضواء أين ما حلّوا من خلال نفوذهم وعلاقاتهم المتشابكة مع رؤوس  الفساد وحماتهم وهم كثر ، في حين تهجّر الكفاءات وتهمش .ولا ندري ما إذا كان ما قاله الشهرستاني جاء على وفق اجتهاد منه رغم أننا نشك في ذلك لأن المؤتمر -كما يبدو- مخطط له لأن يكون بهذا الشكل وتلك الطريقة التي تسيء للعلاقة التاريخية بين العرب والكرد والتي لا تحتاج إلى برهان حيث أكدتها المواقف المشتركة من قبل عام 1930 عندما وقف الكرد مع العراقيين عرباً وتركماناً ومسيحيين في انتفاضتهم ضد المعاهدة العراقية البريطانية آنذاك، عليه فإن التساؤلات التي تطرح نفسها بقوة هو لصالح من يسوّق مثل هكذا خطاب خاصة وأن الأنظار تتجه نحو انعقاد الاجتماع الوطني  ؟ وكيف سكتت الحكومة الاتحادية  لمدة سنتين على ما تدعيه من  اتهامات تتعلق بثروات العراق؟ وهل يعلم مطلقو هذه التصريحات مدى خطورة مثل هذا الخطاب على نفسية وبنية المجتمع العراقي؟ أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة من الإخوة في التحالف الوطني، لأن مثل هذا الخطاب -كما أشرنا في أكثر من مرة-لا يسيء إلى الكرد وحدهم بل إلى العراق وتاريخه وحضارته التي اشترك في بلورتها جميع المكونات.. كما أنه بكل صراحة دعوة تحريضية يراد منها النيل منها اختراق نسيج المجتمع المتعدد وتخريبه ،والخطاب -فوق ذلك-يذكّرنا   بطبيعة الأنظمة السابقة التي حكمت العراق على وفق نظرة واحدة تعتمد تهميش المكونات الأخرى من أجل مصالحها، وكان المتضرر الأول الشعب بمكوناته المتنوعة، حيث وقف في كل تأريخه ضد هذه السياسات.لن نضيف أكثر، فالتحالف الكردستاني قد أجاب بشكل تفصيلي وطلب من الشهرستاني البحث عن مهرّبي النفط في غير إقليم كردستان.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram