TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > عالم آخر: مقاتلات مصرية وانتخابات صدرية

عالم آخر: مقاتلات مصرية وانتخابات صدرية

نشر في: 3 إبريل, 2012: 10:01 م

 سرمد الطائيأكثر ما لفت نظري في تعليقات وأخبار الثلاثاء، مقال كتبه الصحفي المصري المخضرم فهمي هويدي، وإجابات كتبها رجل الدين وزعيم التيار المعروف مقتدى الصدر. الأول حاول أن يفشي سرا امنيا خطيرا وقام بتسريب معلومة لابد من أن يلحقها توضيح من بغداد.
أما الثاني فتحدث عرضا عن مبادرات "شاطرة" يقوم بها التيار الصدري استباقا لانتخابات مجالس المحافظات سابقا بذلك كل التيارات الديمقراطية الأخرى.الكاتب فهمي هويدي نشر مقالا في جريدة السفير اللبنانية يتحدث فيه عن زيارته لبغداد ومشاهداته أثناء انعقاد القمة. وهو من الصحفيين العرب البارزين القلائل الذين جاؤوا إلى هنا في القمة وكتبوا عنها. هويدي يتأسف لأنه لم ير بغداد بل رأى ثكنة عسكرية وشعبا محاصرا بحظر التجوال. كما انه يسجل أن الفتيات التركيات اللاتي عملن على خدمة ضيوف قمة بغداد كن يلقين تحية الصباح بالخاء "صباخ الخير". لكن المهم أن السيد فهمي ينقل عن مسؤول عراقي كبير أن بغداد حصلت على غطاء جوي من القاهرة بدلا عن الغطاء الجوي الأمريكي!ويقول بالنص "همس في أذني احد المسؤولين العراقيين قائلا إنه بعد الانسحاب الأميركي أصبح العراق بلا غطاء جوي، الأمر الذي تنافس عليه بشدة الإيرانيون والأتراك، ولكن حكومة بغداد رفضت العروض المقدمة من البلدين، ولجأت إلى مصر لحل الإشكال، فاستجابت وحققت لها ما أرادته". ولا ادري إلى أي حد كان المسؤول جادا في ترديد هذه المعلومة، وكيف يمكن أن تكون حكومة نوري المالكي قد استعانت بطائرات حربية مصرية لتغطية أجواء العراق دون علم احد في البرلمان أو الأحزاب الشقيقة والصديقة. وكيف أمكن لمصر الغارقة في مشاكلها الداخلية ومجلسها العسكري أن تمد العراق بتلك الطائرات. وهل يقودها طيارون مصريون أم أنها قامت بتأجير الطائرات لنا وحسب؟ ولو صدق الأمر فهل شاهدت الطائرات المصرية، تلك الطائرات الإيرانية التي رصدتها واشنطن وهي تحمل سلاحا إلى بشار الأسد عبر أجواء العراق؟ إنها أسئلة كثيرة يطرحها حديث هويدي مع المسؤول العراقي الذي نجهله، ويحتاج إلى توضيحات كثيرة حقا للإجابة على سؤال مفزع: من يتجول في سماء عراق لا يمتلك سلاح جو؟أما السيد مقتدى الصدر فهو يجيب على أسئلة سجلها بعض مريديه حول انتخابات مجالس المحافظات. وخلال ذلك ناقش كل من السائل والمجيب فكرة الانتخابات التمهيدية التي يجري خلالها اختيار مرشحي التيار الصدري لانتخابات مجالس المحافظات. والأمر سيكون تكرارا لتجربة خاضها الصدريون قبل انتخابات البرلمان، وهو يثبت أن هذا التيار "لا يكل ولا يمل" من العمل وانه تيار شاب جدا. واستذكر هنا كيف أولت الصحف الأمريكية اهتماما بالغا بطريقة الصدريين في إدارة انتخاباتهم عام 2010 والنتائج الذكية التي حصلوا عليها. فقد انتزعوا 40 مقعدا من البرلمان عبر 600 ألف صوت بفضل تقسيم صحيح لمرشحيهم، بينما حصل المجلس الأعلى على 700 ألف صوت و18 مقعدا فقط.أيضا فإن نواب التيار الصدري يبدون بين الأكثر نشاطا. شباب منهمكون في جمع معلومات حول كل شيء، يخطئون كثيرا لكنهم يتابعون ويعترضون ويسربون وثائق مهمة ويحدثوننا بلا حرج عما يجري وراء الكواليس. ولحسن حظنا إن الصدريين لم يتعلموا الحرج بعد، والساسة حين يتعلمون الحرج يتعلمون إخفاء ابسط المعلومات عن الرأي العام.وفي إطار تخلص الصدريين من الحرج رأيت النائب عدي عواد في برنامج تلفزيوني يقدمه الصديق نبيل جاسم وهو يتحدث بطريقة مركزة تنم عن مدى متابعته وعرضه لملف الكهرباء. وسواء اختلفت معه أم اتفقت، فإنه يثير إعجابك بكل الجهد الذي بذله في متابعة ملفات بناء محطات الطاقة الموعودة، وهو جهد لا تجد نوابا كثيرين مستعدين لبذله. بل معظمهم يتقاعس حتى عن سماع أسئلة الصحافة بشكل جاد.الصدريون خصم شاب منظم بالنسبة لكل الأحزاب. تختلف معهم فكريا وتخاف أحيانا من اندفاعاتهم كشباب، لكنك لا تملك إلا أن تتابع كل مثابرتهم وانهماكهم في العمل، وسرعة تعلمهم لكل شيء. وكما أتمنى أن توضح لنا حكومتنا قصة الغطاء الجوي المصري في أجوائنا، فإنني أتمنى على تياراتنا الديمقراطية أن "تغار شوية" من مثابرة التيار الصدري وطريقة تنظيمه!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram